آل طمغا
cgietitle
1442/10/24 ۱۴:۱۳:۳۶
https://cgie.org.ir/ar/article/231903
1447/1/22 ۰۶:۰۵:۳۵
نشرت
1
آل طمغا، وردت هذه الکلمة في کتب التاریخ، بصورة آلتَمغا (الجویني، 1/114؛ البناکتي، 389)، ألتَمغا (البناکتي، 368، 459؛ رشیدالدین، تاریخ غازاني، 96)، تمغاء آل (البناکتي، 463)، آل تمغا (رشیدالدین، مکاتبات رشیدي، 122)، أَل طَمغی (ابن بطوطة، 371) وفي مکان واحد بصورة تَمَقا (تذکرة الملوک، 32)؛ وهي من أصل إیغوري دخلت اللغة المغولیة (بارتولد، «آثار»، 5/162). ولکنها تعتبر عامة اصطلاحاً مغولیاً – ترکیا، وتترکب من جزأین: «آلی» وتعني اللون الأحمر والوردي، و«طمغا» بمعنی الختم والعلامة، وکانت تطلق بصورة عامة علی نوع من الأختام التي تختم بالحبر الأحمر أوالبنّي الغامق علی الوثائق والرسائل والمراسیم الملکیة. ویعتبر آل طمغا اصطلاحاً دیوانیاً دخل اللغة الفارسیة مع دخول المغول الی ایران والأقطار المجاورة؛ واستعمل في عهد الایلخانیین والچوپانیین والجلائریین والتیموریین ثم تضاءلت أهمیته تدریجیاً حتی فقدها کاصطلاح دیواني في عهد الصفویین؛ ویبدو أن اصطلاح «نشان» قدحلّ محله (قائم مقامي، مقدمهاي بر شناخت أسناد [مقدمة لمعرفة الوثائق]، 104). واستناداً إلی ماذکرته بعض المعاجم اللغویة کـ: بهارعجم وآنندراج و غیاث اللغات، فان کلمة آل طمغا «کانت تطلق بالإِضافة الی ماسبق، علی الأرض التی تمنح مکافأة أ إقطاعاً» (بهار عجم؛ آنندراج) ویصرح مؤلف بهارعجم و هو أحد فضلاء القرن 12ھ/18م في الهندبأن «آل طمغاتعني في سجلات سلاطین الهند – الذین ینحدرون من أصل ترکي – منح الأرض واقطاعها الأبناء». ویبدو أن رأي صاحب بهار عجم هذا الذي تکرر في غیاث اللغات أیضاً، نشأ عن التشابه الظاهري بین شکل الجزء الأول من آل طمغا وآل العربیة التي تعني أهل البیت والأبناء. ویقول صاحب غیاث اللغات، لما کانت آل في العربیة تعني الأبناء وأفراد الأسرة والأتباع، فان («آل طمغا» تعني منح الأرض وإقطاعها شخصاً یتوارثها أبناؤه جیلاً بعد جیل). ولما کان هذا الاصطلاح، کما سنری قد استعمل بمعنی الأمر والمرسوم، فمن الطبیعي جداً أن یتجاوز هذا الاصطلاح، ویتعدی مطلق الأمر لیشمل استعماله موضوع الأمر (الشيء الذي یتناوله الأمر، کالأرض الممنوحة)، ولکن الجزء الأول منها وهي آل لاعلاقة لها بـ «آل» العربیة وإنما تعني اللون الأحمر وقد استعملت في عدد من الکلمات والتراکیب الفارسیة نحو «آل معصفر» وتعني الناري واللون الأحمر، و «آل شیراز» وتعني الخمر (نفیسی) و «آلگونه» وتعني أحمر الخدود والمسحوق الأحمر الذي تتزیّن به النساء (برهان قاطع). وهذا یدل علی أن «آل» استعملت في اللغة الفارسیة منذ القرون الاسلامیة الأولی. إلا أنه لایمکن القطع في کونها من أصل فارسي وتطلق «طمغا» و«دَمغا» أو «طامُغَة»، في اللغة الترکیة، علی ختم تختم به الأشیاء بصورة باردة أوحارة، جافة أو رطبة. ومادة هذا الختم من الحدید أو البرونز أو الخشب (قاموس ترکي). واستعمل في وسم (دمغ) الماشیة وقطعان الأغنام في عهد الإِیلخانیین (إشپولر، 294) وکانت العادة أن تختم بواسطة حدیدة محماة وباشراف مشرف خاص (تـذکرة الملوک، 32). وقد اکتبست هذه الکلمة شیئاً فشیئاً معنی الختم، ونقش فص الخاتم، ومایعادل التوقیع، وأحیاناً الطابع البریدي أو المالي بمعناه الحالي (بهار، 3/98). وجاء في جامع التواریخ أن گیخاتو (690-694ھ/1291-1295م) سأل مستشاریه عن «چاو» العملة الورقیة المتداولة في الصین، فأجابوه بأن «چاو» هو ورق علیه طمغا (ختم) الملک وینتشر في جمیع أنحاء«ختاي» بدل الدرهم المسکوک» (رشیدالدین، 2/835، 1009، 1067). ویبدو أن کلمة «طمغ» کانت تطلق علی الختم الذي یختم به موظفو الحکومة علی وصولات الضرائب أو الأتاوات ثم أطلقت تدریجیاً علی وصولات أجور المرور والأتاوات والضرائب والمکوس الجمرکیة نفسها (مینورسکي، «پوربها…»، 281) و عبارة «زرتمغا» (الاموال الحاصلة من الأتاوة) والمضمون الانتقادي الظریف الذي أورده الشاعر الایراني حافظ في بیته:
مرا که از زر طمغاست ساز و برگ معاش
چرا ملامت رِند شرابخواره کُنم
(أنا الذي أعیش من أموال الأتاوات، لماذا أجه اللوم للرِند الخمیّر)،
[رند: تعني من لاتأخذه في الله لومة لائم ویسکر بخمرة الحب الالهي] یؤکد هذا المعنی. ولهذا فان کلمة «تمغاچي» أو «طمغاجي» کانت تطلق علی جابي الضرائب والأتاوات وعلی الشخص الذي کان یأخذ الأتاوة علی البضائع لیختمها. کما أن کلمة «طمغاچي» کانت تطلق علی الموظف الذي یقوم بمهمة الختم (إقبال، 92). وکانت عادة أخذ «تمغا» سائدة في ایران منذ عهد جنگیزخان.
ولم یرد أي ذکر لـ «طمغا» بمعنی الخاتم، وبمعنی تقلید أو اصطلاح دیواني [حکمي] في العهد الصفوي والکتابات المرتبطة به. وقد استعملت أنواع وأقسام أخری من الأختام الصغیرة والکبیرة بدل «طمغا»، لهارؤوس مربعة أو بیضویة أوعلی شکل الکمثری، وأسماء مختلفة کـ «خاتم همایون» (خاتم الملک) و «مهر مسودّة» (خاتم المسودّة) وغیرها (سمسار، 59، 83) وعلی الرغم من أن استعمالاتها لم تکن لتختلف عن «طمغا» إلا أن هذا الاصطلاح الأخیر کان لایطلق علیها. وکان لـ «تمغا» أنواع مختلفة تبعاً لاستعمالاتها مثل: «تمغاي بزرگ یشم» [الخاتم العقیقي الکبیر] وکان یختص بالسلاطین والأمراء والملوک العظام والقضایا المهمة. أما التمغا الأصغر فیختص بالقضاة والمشایخ. وهناک تمغا خاص للامور العادیة، تمغا خاص برکوب العساکر و نزولها في مکان معین، فکان الجیش لایطیع أحداً في الرکوب والتوقف مالم یری ذلک الطمغا (رشیدالدین، تاریخ غازاني، 293). أما فیما یخص حوالات الخزینة أو الرسائل الدیوانیة (الحکومیة) التي کانت تسجل في البیع والشراء والماء والأرض فکانت تختم بختم صغیر (باسم «التون تمغا») (ن.م). کما کان یوجد ختم ذهبي صغیر (آلتون طمغا) آخر یختص بالرسائل التي ترسل مع المندوبین، و«تغما» خاص بالرکوب و«طمغا» خاص بالبرید، وکان لکل منهما استعمال خاص (رشیدالدین، تاریخ غازاني، 275). وکان یطلق علی صاحب الخاتم لفظ «آلچی» أو «آلجی» ویذکر ابن بطوطة أنه التقی أحد هؤلاء ویصفه بـ «صاحب العلامة» والذي کان یترجم بینه و بین ملک ماوراء النهر (ص 371)، حیث یتضح لنا مما کتبه ابن بطوطة أن صاحب العلامة کان یفهم کلامه العربي (بارتولد، «آثار»، ن.ص). وکان یستخدم للختم ألوان مختلفة تبعاً لاختلاف القضایا والأمور. ویری ڤلادیمیر بارتولد أن «الطمغا» کانت علی نوعین: «آل طمغا» (الختم الأحمر) و «گُک طمغا» (الختم الأزرق). ویضیف اننا نری اصطلاح «آل طمغا» کثیراً، ولکن یبدو أن الختم الأزرق کان یستعمل علی نطاق ضیق جداً في المجالات الرسمیة والتشریفات، وعلی الأکثر في الوثائق التي تخص أفراد العائلة الملکیة (ترکستاننامة، 2/805). ویری أشپولر أن هذین اللونین کانا علامة الحکومة في الفترات الأولی لخانات المغول، ولایعرف بالضبط مجالات استعمالاتهما. ویضیف أنه کانت توجد أختام عادیة تختم باللون الأخضر علی الرسائل بالاضافة الی وجود «آل تمغا» و «گک طمغا». أما موظفو المتابعة في دار الإِنشاء فکانت عندهم أختام ذات لون أسود (ص 295) وهذا هو نفس مایطلق علیه في الترکیة «قرة طمغا». وبالإِضافة الی ذلک، نجد ذکراً لختم آخر في تاریخ الفترة المغولیة یدعی «آلتون طمغا» [الختم الذهبي] وکان یختم به بماء الذهب؛ وقد وردت استعمالاته آنفاً. ویذکر رشیدالدین فضلالله في تاریخ مبارک غازاني (80، 81، 86، 253، 259، 261، 262، 274) الـ «آلتون طمغا» حوالي عشر مرات سیما في الحوالات المالیة، حیث کان یختم خلفها بهذا الختم. ولعل عبارة «نشان به آب زر نوشتن» [طبع العلامة بماء الذهب] الواردة في أحسن التواریخ هي التعبیر الفارسي لکلمة «آلتون طمغا» (روملو، 821، الحاشیة). وکانت الأختام الحکومیة مستطیلة الشکل. ویقول رشیدالدین إن غازانخان عندما أسلم بتشجیع الأمیر نوروز علی ید الشیخ صدرالدین حَمویة (722ھ/1322م) صهر عطاملک الجویني، أوصاه الأمیر أن یأمر بتزیین خاتم الملوکیة باسم الله واسم الرسول وأن یغیر شکله المربع بالدائري الذي هو أکمل الأشکال (تاریخ غازاني، 79/96). ووافق غازان علی هذا الاقتراح، ولکن یبدو أنه لم یتحقق، أو أهمل بعد فترة قصیرة (اشپولر، 295) حیث تم حزّ رأس المقترح في 796ھ/1394م في هراة بأمر من غازان بعد شقّ جسمه (تاریخ غازاني، 116؛ البناکني، 459). وعلی الرغم من أن الـ «یَر لیغ» [المراسیم الملکیة]، والوثائق والأحکام السلطانیة، کانت توشّح بحشب العادة المتّبعة بـ «آل طمغا»، إلا أنه یظهر من عبارات بعض المؤرخین أن کلمتي «یَرلیغ» و«آل طمغا» کانتا تستعملان أحیاناً مترادفتین (السمرقندي، 34؛ آقسرایي، 304؛ رشیدالدین، تاریخ غازاني، 30، 223، 244). ومع هذا یبدو وجود اختلاف بسیط بین هاتین الکلمتین أحیاناً. فعلی سبیل المثال لایمکن تصور استعمال «وصّاف الحضرة» لعبارتي «یرلیغ جهانگشاي وآل تمغاي ممالک آراي…» [الیَرلیغ الفاتح للعالم و «آل طمغا» المزین للممالک] مترادفتین، کما أنه لایمکن التحدّث، بثقة تامة عن الاختلاف الدقیق بین هذین الاصطلاحین. وکان یختم بـ «آل طمغا» في أسفل الوثائق والرسائل، وإذا ماحدث أن طالت الرسالة واحتاجت الی ورقة ثانیة أوثالثة، کان یختم عادة عند اتصال الورقتین احداهما بالأخری (اشپولر، 295) وقد وردت في الفارسیة عدة تراکیب لغویة من «آل» و«طمغا» و «آل طمغا»، نحو «آلتمغا زَدَن [الختم]، «طمغا آل زَدَن» [التوقیع، الإمضاء]، «یَرلیغ به آل طمغا فَرمُودَن» [اصدار أمر موشّح بختم السلطان]، آل طمغا دادَن [إعطاء الختم]، «تمغازَدِه» [مختوم]، آل زَدِه [موقَّق] (آقسرایي، 234). وکما أن کلمة «آل طمغا» تعني الأمر أو المرسوم الملکي، فقد استعملت «آل» في بعض المصادر أیضاً بمعنی المرسوم (وصّاف الحضرة، 268؛ منشي الکرماني، 79) واستعملت اصطلاحاً مرادفاً للتوقیع والختم (رشیدالدین، تاریخ غازاني، 292؛ وصّاف الحضرة، 470، 540) کما في هذا البیت:
نبشتند فرمان نهادند آل که آن است نقش خجسته به فال
(فرهنگ [معجم] نظام). [أصدر المرسوم مختوماً بـ «آل»، وهو نقش فأله مبارک.
ویبدو أن منح «آل طمغا» أو التشریف با لـ «آل» وغیرهما کانت وسیلة للتعبیر عن حب خانات المغول، و منحهم المکافأة أو إقطاعهم الأرض لشخص أصبح موضع اهتمامهم. وقد استعمل مؤلف سمط العلی کلمة «آل» في موضعین اصطلاحاً مرادفاً لأمثال: المظلّة والسیف والباز والهراوة التي کانخان المغول یهدیها لمن یشملهم بعطفه وکرمه (منشي الکرماني، 79، 89؛ الجویني، 1/ المقدمة، 2/223؛ رشیدالدین، تاریخ غازاني، 117). وعلی الرغم من أن «طمغا» و «طمغا زَدَن» [الختم بالطمغا] کانت تستعملان قبل غازانخان (حکم: 694-703ھ/1295-1304م) بمدة طویلة، إلا أن هذا (الایلخاني) أصدر، کما یبدو، تعلیمات خاصة حول کیفیة الاستفادة من هذه الأختام (هرمان، 331)، أو لعلّه أکمل التعلیمات التي کانت موجودة سابقاً بصورة متفرقة ونسّقها. ویوضح رشیدالدین بالتفصیل في قصته الثانیة والعشرین من القسم الثالث من حدیثه عن غازانخان قواعد و شروط الختم بالطمغا والاحتیاطات التي یجب مراعاتها قبل الاقدام علی ختم الارادات الملکیة والرسائل. وتختم الرسالة أوالارادة الملکیة بعد أن یلاحظها أمناء الدیوان (بیتکچیان)، وبعض الوزراء والمرافقین للشاه، وأخیراً الملک نفسه. ویعتبر مراعاة الضوابط بحذافیرها ضروریة جداً، کیلا یرد في الرسائل الرسمیة مالایلیق بها؛ وذلک بأن تقرأ الرسالة (سواء أکانت مسوّدة أو مبیضّة) علی الملک کلمةً کلمةً حتییسمح بختمها بالطمغا أو با لـ «آل» (رشیدالدین، تاریخ غازاني، 292). وکانت عملیة المحافظة علی أختام البلاط الکبیرة مهمة إلی درجة أنها کانت تودع في مکان مأمون تعطی مفاتیحه إلی الأمناء (بیتکچیان). حتی إن غازان کان یحتفظ بمفتاح صندوق هذه الأختام عنده ویسلّمه عند الحاجة إلی الأمین حتی یستخرج الختم و یختم به في حضوره ثم تعاد الی مکانها (ن.م). کما أنه أمر أن تسجل الرسالة أو الشيء المختوم في سجل خاص (هینتس، 23). کل هذه الاجراءات کانت تتخذ لکي یصبح المرسوم نافذ المفعول وواجب التنفیذ. وتشیر الحکایة التي ینقلها البناکتي خلال شرحه لسلطنة أوگتاي قاآن (حکم في: 626-639ھ/1229-1241م) الی وجوب إطاعة الأمر أو المرسوم الملکي بعد ختمه. حیث یقول إن الأمناء تریثوا عن ختم حوالة بالطمغا کتبوها بأمر من الخان ظناً منهم أن الخان ربما کان سکراناً عند إصدار هذا الأمر (البناکتي، 389). وکان خط الأختام في البدایة إیغوریاً کأختام عهد جنگیز، وعلی الرغم من عدم وجود نموذج لها بین أیدینا، إلا أن عطاملک عندما یتحدث عن دخول یَمَه وسُبتاي من قادة جنگیز إلی نیشابور، یقول إنهما کانا یحملان مرسوماً من جنگیزخان وعلیه ختم بخط إیغوري (الجویني، 1/114). کما أن الختم الموجود في رسالة گیوکخان بن أوگتاي (حکم: 639-647ھ/1241-1249م) الی البابا إینوسان الرابع کان بالخط الایغوري أیضاً (آذري، 281-285). أما الخانات اذین جاءوا فیما بعد فقد استعملوا الخط الصیني (قائممقامي، مقدمه إي بر شناخت أسناد، 348، 353) والکوفي أیضاً. ویظهر من إشارات المؤرخین أن التوقیع بالختم کان تقلیداً قدیماً جداً لدی المغول، ویقال إن اصطلاح «آل طمغا» أصبح متداولاً في ایران بعد دخول المغول إلیها. وکتب شرفالدین علي الیزدي في ترجمة حیاة أجداد جنگیزخان یقول إن تُومَنَةخان الجد الأکبر لجنگیز و أمیر المغول أمر في وصایاه لابنیه قُبُلخان وقاجولي قُبُل (الشخص الأخیر هو الجد الثالث لجنگیز) بکتابة فصل بالخط الایغوري حول ضرورة إطاعة بقیة أبنائه لقُبُلخان و اتحاد هم؛ وان ابني تومَنَة وقعّا الوصیّة، ووضع الأب الطمغا علیها، وأودعها عند الخازن (یزدي، 69). کما أن جنگیز نفسه طلب من أولاده و هو علی فراش الموت، ألایختلفوا في قضیة خلافته ثم أمر باحضار وصیة تومَنَةخان، المختومة بختمه، الی ولدیه قُبُلخان و قاجولي، لتعرض علی أولاده (م.ن، 142) وکان یهدف من وراء عمله هذا تحذیر أولاده من تخطي أمر أوکتاي وذلک التزاماً بتقالید الآباء.
وأقدم نموذج لدینا لأختام خانات المغول. هو ختم گیوکخان علی رسالة بعثها الی البابا إینوسان الرابع (آذري، 280-285). وکانت لغة الرسالة وخطها بالفارسیة، أما الختم فهو بالخط الایغوري (م.ن، ن. ص)، وختم علی موضعین من الرسالة. أما أقدم الأختام الباقیة من العهد الایلخاني في ایران فهو ختم أرغون بن أباقاخان (حکم في 683-690ھ/1284-1291م) علی رسالة الی فیلیپ لوبل ملک فرنسا، وهي بالخط واللغة المغولیة (آذري، 76) أما سَجع خاتمه فکان بالخط الصیني (قائم مقامي، «مُهرها، طُغراها …»، 124). وهذا الخاتم مربع الشکل طول ضلعه 15 سم. وتوجد الرسالة الان في أرشیف الوثائق الرسمیة بباریس (الجویني، مقدمة المصحّح، «یط»). کما توجد رسالة أخری لأرغون بالخط الایغوري بعث بها الی البابا أنوریوس الرابع و هي مذیّلة بختمه، محفوظة الان في متحف الفاتیکان (آذري، 72، 98، 99). وتوجد أیضاً في متحف الفاتیکان رسالة بالخط الایغوري واللغة المغولیة یعود تاریخها الی سنة 701ھ/1302م، کان قد بعث بها غازانخان الی البابا بونیفاس الثامن، ویشاهد علیها آثار ختمخان المغول المربع (آذري، 82، 100). ولایمکن اعتباره «آل طمغا» لأنه لم یرد في التقاریر ذکر للون الختم وإن کان شبیها بأختام الایلخانیین من جوانب متعددة. ویذکر محمد القزویني أن أصل رسالة السلطان محمد خدابنده الجایتو (703-716ھ/1303-1316م) المرسلة الی فیلیپ لوبل و المؤرخة في محرم 704/ آب 1304 والمکتوبة باللغة المغولیةف موجود في أرشیف الوثائق الرسمیة بباریس. والختم الموجود في هذه الرسالة مربع طول ضلعه 13 سم و ضرب في عدة أماکن من الرسالة (الجویني، مقدمة المصحح، «یط»). ویقول المستشرق الفرنسي پولیو (1787ھ/1945م) القرائن تشیر الی أن ابنه استعمل الختم نفسه بعد موته عدة سنوات وکذلک خلیفته من بعده، أبوسعید بهادر إلی أن أرسل له خاتم جدید من بکین (ص 1/22). ویوجد في ایران نص مرسوم أصدره أبوسعید بهادرخان (716-736ھ/1316-1336م) وعلیه ختم هذا السلطان في ثلاثة مواضع. ولایعرف بالضبط تاریخ کتابته لوجود کلمات غیرمقروءة فیه. ولکن یظهر من موضوع المرسوم وعدد من القرائن الأخری أنه کتب سنة 736ھ/1336م أو بعد ذلک بقلیل. وجاءت في هذا المرسوم وصیة لجماعة المغول والتاجیک الأبطال، ألا یتلاعبوا بأملاک مقبرة الشخ صفيالدین الأردبیلي الموقوفة (النخجواني، 40-47). ولما کان اسم السلطان محمدبن أبي سعید بهادرخان قد جاء في أعلی المرسوم، فمن المحتمل أنّ نصه قد حرّر و ختم في عهد أبیه وصدرفي عهده، أو أن المرسوم صدر باسم السلطان محمد (حکم في 736-738ھ/1336-1338م) إلا أن ختم والده وضع علیه احتراماً له. واستطاع السلطان محمد أن یتوّلی الحکم بعد ثمانیة أشهر من وفاة أبیه وبمساعدة کل من الشیخ حسن الایلکاني وحاجي طغاي (ن.م، 47). وکانت کلمات الشهادتین موجودة علی جانبي خاتم أبي سعید، کماکانت أسماء الخلفاء الأربعة موجودة في زوایاه الأربع وبالخط الکوفي (ن.م، 40). ویظهر من القرائن أن الرسائل الحکومیة کانت تختم أیضاً في عهد الأمیر تیمور (782-807ھ/1380-1404م). ویتحدث شرفالدین علی الیزدي أثناء ترجمته لحیاة الأمیر تیمور، عن «آل طمغا لازم الاتباع» (یزدي، 405) و «آل طمغاي همایون» [الخاتم الملکي] (ن.م، 868)، و «یرلیغ موشح به آل تمغاي» [المرسوم الموشّح بخَتم] (ن.م، 951). ویشیر اسکندر بیک منشي عند حدیثه عن اللقاء الذيتم بین تیمور والسلطان علي، مرشد الطریقة الصفویة، الی تحریر وقفیة کتبت بأمر الأمیر «بخط قدیم و شّحت بآل طمغا المغولي، ختم الأمیر تیمور» (1/16). ولایعرف فیما إذا کان ختم الأمیر تیمور علی رسالته التي بعثها الی شارل السادس، ملک فرنسا، والمحفوظة في أرشف الوثائق الرسمیة بباریس التي تحدّث عنها محمد القزویني، («نامۀ أمیرتیمور گورکان»، 522) باللون الأحمر أولا؟. و علی کل حال فان إشارات یزدي واسکندر بیک تؤید وجود آل طمغا التیموري. وآخر آل طمغا ذلک الذي ختم به مرسوم السلطان أحمد جلایر (حکم في: 784-813ھ/1382-1410م) بن الشیخ أویس بن حسن الایلکاني. ویعود تاریخ صدور هذا المرسوم الی شهر ذي القعدة 773/ أیار- 1372، في وقت لم یکن أحمد هذا قد تولّی الحکم بعد، غیر أن منطقة أردبیل کانت ضمن نفوذه وسیطرته المالیة (قزویني، «فرمان سلطان أحمد»، 27)، وفیه توصیة للموظّفین والحکّام المالیین في أردبیل بمراعاة الشیخ صدرالدین موسی (704-793ھ/1304-1391م) بن الشیخ صفيالدین الأردبیلي. ویشاهد آل طمغا السلطان أحمد الخاص في خمسة مواضع من هذا المرسوم المکتوب بخط (تعلیق) ویذکر القزویني أربعة مواضع فقط، 25 (ظ: متن فرمان [نص المرسوم]: بیاني، 222-227). وکان هذا الختم مربع الشکل طول ضلعه 5/12 سم؛ و کتبت علیه عبارات بالخط الکوفي في ستة أسطر.
ومن البدیهي أن زعماء المغول و المنتسبین إلیهم وأحفادهم قاموا باشاعة التقالید والآداب الدیوانیة (الحکومیة) الخاصة بهم في کل مکان طالته أیدیهم خلال القرنین 7-8ھ/13-14م، کما فعل ذلک الأمراء الچوپانیون والایلکانیون أو الجلائریون والقره ختائیون و غیرهم. وقد لاحظنا قبل هذا، روایة مؤلف بهار عجم حول استعمال آل طمغا في مکاتب (دواوین) سلاطین الهند. و تری اصطلاح «آل طمغا» أیضاً بمعنی المرسوم، في القصیدة التي مطلعها:
مدار جان و جهاني تو اي عزیز وجود
زخلق جملۀ عالم تو بودهاي مقصود
[إنک کنت الغایة القصوی من خلق العالم بأسره یا عزیز الوجود]. نظمها بهاءالدین محمد المعروف بـ «سلطان ولد» (623-712ھ/1226-1312م) ابن مولانا جلالالدین في مدح غیاثالدین (ویبدو أنه غیاثالدین مسعود الثاني من سلاجقة الروم). ویشیر ذلک إلی أن هذه الکلمة کانت متداولة قبل القرن 8ھ/14م في اقلیم السلاجقة الروم المتأخرین الذین کانوا تحت سیطرة الایلخانیین في ایران (ظ: دیوان سلطان ولد). کما أن الخواجة کریمالدین محمود الأقسرایي استعمل في عدة أماکن من کتابه مسامرة الأخبار و مسایرة الأخبار، الذي ألّفه في 723ھ/1323م باسم الأمیر تیمورتاش نُویَن ابن الأمیرحسین چوپان، اصطلاح «آل طمغا». وکان الأمیرتیمور و ابنه الشیخ حسن چوپاني یتولّیان الحکم في آسیا الصغری في عهد السلطان أبي سعید وبعده، وتولّی الحکم خلفاؤهما في تلک المناطق حتی سنة 759ھ/1358م، کما استعملها في أشعاره سیفالدین محمد الفرغاني، الشاعر والعارففي أواخر القرن 7 ھ حتی أواسط القرن 8ھ/13 و 14م، والذي قضی أکثر عمره في آقسراي (بلدة صغیرة تقع حالیاً في أواسط ترکیا) علی الرغم من کونه خراساني الأصل. کما یتحدث تاریخ شاهي، الذي یختص بشرح حکومة القرة ختائیین في کرمان (حکموا في: حـ 620- حـ 750ھ/1223-1349م) عن ختم الأحکام و الحوالات المالیة بالطمغا آل (ص 204) و تشیر هذه النماذج الی شیوع «آل طمغا» خارج حدود ایران في عهد المغول.
واستفاد بعض شعراء العهد المغولي، وبعض من جاء بعد ذلک من اصطلاحات «آل طمغا» «طمغا» و «آل» و «قره طمغا» في إیراد تشبیهات شعریة تحتوي علی مضامین ظریفة، حیث تشیر جمیعها إلی تداول هذه الکلمات و شیوعها في تلک الأیام. و یمکن أن نجد نماذج من هذه المضامین في دواوین الشعراء أمثال سلمان الساوجي (709-778ھ/1309-1376م) و پوربهاء جامي و خواجو الکرماني (تـ أواسط القرن 8/ أواسط القرن 14) و نزاري القهستاني (تـ 720 أو 721ھ/1320 أو 1321م) و سیف الفرغاني، و حتی صائب التبریزي. منها:
تمغاچي غم تو زد از أشک آل من
تمغاي سرخ بر ورق زرّ جعفري
[لقد ختم صاحب ختم غمِّک من عبراتي الحمراء بختم أحمر علی الورق الذهبي الخالص] (پوربها نقلاً عن تذکرۀ دولتشاه)،
عشق تمغاي سیه کرد مرا بر رُخ زرد
تا به خون آل کند چشم من آن تمغا را
[لقد أدّی بي العشق للخاتم الأسود الی هذا الشحوب حتی تصبغ عینی ذلک الختم بالدم الأحمد القاني]،
چهرۀ زرد مرا هر که ببیند داند
که من از آل رُخَت این همه تمغا دارم
(سیف الفرغاني)
[کل من یریوجهي الشاحب یعلم أن کل «الطمغات» التي عندي من «آل» «وجهک»]،
بر مثال عید گردون از شفق چون آل زد
شکل طغری بین که بَر بالاي آل آمد پدید
(سلمان الساوجي)
[أنظر کیف ظهرت صورة الطغری (الهلال) فوق الآل عندما ختم الفلک بالدمغة الحمراء (آلطمغا) علی مثال عید الفطر].
نه هرتن لایق تشریف شاهي است
شهادت آل تمغاي الهي است
(صائب)
[لایحظی أي شخص بشرف الملوکیة لأن الشهادة «آلطمغا» الهي].
آذري، علاءالدین، «روابط مغولها با دربار واتیکان»، بررسیهاي تاریخي، س 4، عد (مهر – آبان 1348ش)؛ آقسرایي، محمدبن محمد، مسامرة الأخبار، تقـ : عثمان توران، آنکارا، أنجمن تاریخ ترک، 1944م؛ آنندراج؛ ابن بطوطة، محمدبن عبدالله، رحلة، بیروت، دارصادر، 1384هـ؛ اسکندربیک منشي، تاریخ عالم آراي عباسي، تهران، أمیرکبیر، 1350ش؛ اشبولر، برتولد، تاریخ مغول در ایران، تجـ :دمحمود میرآفتاب، تهران، بنگاه ترجمة و نشر کتاب، 1351ش؛ اقبال، عباس، تاریخ مغول، تهران، أمیرکبیر، 1341ش؛ ایرانیکا؛ بارتولد، ولادیمیر، ترکستان نامة، تجـ : کریم کشاورز، تهران، بنیاد فرهنگ ایران، 1352ش؛ بهار عجم؛ بهار، محمدتقي، سبکشناسي، تهران، أمیرکبیر، 1337ش؛ برهان، محمدحسین بن خلف، برهان قاطع، تقـ : محمدمعین، تهران، أمیرکبیر، 1357ش؛ بناکتي، فخرالدین، تاریخ، تقـ :جعفر شعار، تهران، أنجمن آثار ملي، 1348ش؛ بیاني، شیرین، تاریخ آل جلایر، دانشگاه تهران، 1345 ش؛ پولیو، پل، «أسناد مغولي در موزۀ طهران»، آثار ایران، تجـ : غلامرضا رشید یاسمي، تهران، 1314 ش؛ تاریخ شاهي، تقـ : محمد ابراهیم باستاني پارریزي، تهران، بنیاد فرهنگ ایران، 1355ش؛ تذکرة الملوک، تقـ : محمد دبیر سیاقي، تهران، طهوري، 1332ش؛ ترک لغتي؛ الجویني، عطاملک، تاریخ جهانگشا، تقـ : محمد قزویني، لیدن، 1329هـ؛ دولتشاه سمرقندي، تذکرة الشعرا، تهران، کلالۀ خاور، 1338ش؛ رشیدالدین فضلالله، تاریخ مبارک غازاني، تقـ : کارل یان، هرتفورد، 1940م؛ م.ن، جامع التواریخ، تقـ : بهمن کریمي، تهران، إقبال، 1362 ش؛ م.ن، مکاتبات رشیدي، تقـ : محمدشفیع، لاهور، 1364هـ؛ روملو، حسن، أحسن التواریخ، تقـ : عبدالحسین نوائي، تهران، بنگاه ترجمة و نشر کتاب، 1349ش؛ سلمان ساوجي، جمالالدین، دیوان، تقـ : منصور مشفق، تهران، صفي علي شاه، 1336ش؛ سلطان ولد، بهاءالدین محمد، دیوان، تهران، رودکي، 1338 ش؛ سمسار، محمدحسن، «فرمان نویسي در دورۀ صفویة»، بررسیهاي تاریخي، س 3، عد 1 (أردیبهشت 1347ش)؛ سیف فرغاني، دیوان، تقـ : ذبیحالله صفا، دانشگاه تهران، 1344ش، جـ 3؛ شریک أمین، شمیس، فرهنگ اصطلاحات دیواني دوران مغول، تهران، فرهنگستان أدب و هنر ایران، 1357 ش؛ محمدعلي، دیوان، تقـ : محمد قهرمان، مرکز انتشارات علمي و فرهنگي 1365ش؛ عبدالرزاق سمرقندي، مطلع سعدین، تقـ :عبدالحسین نوائي، تهران، طهوري، 1353ش؛ غیاثاللغات؛ فرهنگ نظام؛ قائممقامي، جهانگیر، مقدمهیي بر شناخت أسناد تاریخي، تهران، أنجمن آثار ملي، 1350ش؛ م.ن، «مهرها، طغراها و توقیعهاي پادشاهان»، بررسیهاي تاریخي، س 4، عد 2، 3 (خرداد – شهریور 1348ش)؛ قزویني، محمد، «فرمان سلطان أحمد جلایر»، یادگار، س 1، عد 4 (آذر 1323ش)؛ م.ن، «نامۀ أمیرتیمور گورکان»، کاوه، س 3، عد 5 (دورۀ جدید)؛ منشي کرماني، ناصرالدین، سمط العلی للحضرة العلیا، تقـ : عباس إقبال، تهران، 1328 ش؛ نخجواني، حاج حسین، «فرماني از فرامین دورۀ مغول»، نشریۀ دانشکدۀ أدبیات تبریز، س 5، عد 1 (مهر – آذر 1332ش)؛ نفیسي، علي أکبر، فرنودسار؛ وصّاف الحضرة، عبدالله بن فضل الله، تجربة الأمصار، بومبای، 1269هـ؛ یزدي، شرفالدین علي، ظفرنامه، تقـ : عصامالدین أورو نبایوف، تاشکند، 1972م؛ وأیضاً:
Bartold, V. V., Sochineniia, Moskva, Nauka, 1968; Doerfer, G, Türkische und Mongolische Elemente im Neupersischen, Wiesbaden, 1965; Hermann, Gottfried, Ein persisch-mongolischer Erlass aus dem Jahr 725/1325, ZDMG, 1975, vol. 125; Hinz Walther, “Das, Rechnungswesen Orientalischer Reichsfinanzämter im Mittelalter”, Der Islam, 1949, vol. 29; Minorsky V., “Pur-i Baha’s Mongol’ Ode”, Iranica, Tehran University, 1964.
مجدالدین کیواني
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode