آقوش الأفرم
cgietitle
1442/10/22 ۱۸:۳۷:۱۵
https://cgie.org.ir/ar/article/231641
1447/1/17 ۲۳:۴۴:۲۳
نشرت
1
آقوش الأفرم، جمالالدین آقوش بن عبدالله المنصوري المعروف بـ «الأفرم الصغیر» (تـ بعد 720ھ/1320م) نائب الشام من قبل السلاطین الممالیک في مصر (الملک الناصر محمد بن قلاوون، والملک المظفر بیبرس (چاشنکیر «چاشني کیر»). کان من ممالیک الملک المنصور سیفالدین قلاوون الألفي فعرف بالمنصوري کما کان من الجراکسة (الشراکسة) (ابن حجر العسقلاني، 1/472). أما لقبه «الأفرم الصغیر» فمقابل «الأفرم الکبیر» الذي کان لقب الأمیر عزالدین أیبک بن عبدالله أمیر حرس کل من الملک الطاهر والملک السعید والملک المنصور قلاوون والذي توفي 695ھ/1295م (ابنتغري بردي، 8/80، 9/236).
وکان عدد من الأمراء الممالیک في مصر یحملون اسم جمالالدین آقوش في تلک الفترة مثل: جمالالدین آقوش الرومي الحسامي المقتول في 709ھ/1309م (المقریزي 2(1)/48-49، 63-64) والأمیر جمالالدین آقوش الشمسي الحاجب المقتول فيحرب شَقحَب في 702/1302 (ابن تغري بردي، 8/206) والأمیر جمالالدین آقوش المنصوري الموصلي المعروف بـ «قتّال السّبُع» المتوفی في 710/1310 (م. ن، 9/216) والأمیر جمالالدین آقوش العلائي والي بَهنَسا (م. ن، 8/155) والأمیر جمالالدین آقوش الأشرفي المعروف بـ «نائب الکرک» المتوفی في 736ھ/1335م.
وذکر ابن حجر العسقلاني (1/472) أن آقوش الأفرم کان في بدایة أمره یحب الفروسیة، والتمس من أستاذه (الملک المنصور سیفالدین قلاوون) أن یسیره الی الشام فأجابه بأن ذلک لن یحدث في أیامه. وکان الأفرم قد التمس إرساله الی دمشق لعمل ما، ولکن الملک أجاب «بأن ذلک» - ویقصد نیابة الشام – لن یکون علی عهده. ویستنتج ابن حجر من هذا الحوار أن الملک المصنور قد تفرّس في آقوش أنه سیصل یوماً ما الی نیابة الشام. وقبل أن یصل إلیها، نقل الی دمشق و أصبح من أمرائها و استدعاه الملک المنصور لاچین من الشام و عینه حاجباً له. وبعد مقتل لاچین صار آقوش الأفرم من الأمراء الذین یتابعون الأمور من قلعة القاهرة و یوقعون ویختمون الأوامر والمراسیم (المقریزي، 1/865، 869). ولما تسنم الملک الناصر محمد بن قلاوون العرش ثانیة، أرسل آقوش الأفرم في جمادی الأولی 698/ شباط 1298 إلی دمشق فحکم فیها مدة «بغیر تقلید»، کما أورد ابن حجر، أي (بصورة غیررسمیة) ثم جاءه التقلید بنیابتها بعنایة بیبرس الجاشنکیر و صار نائباً رسمیاً في دمشق (1/472) وقد لاحق الأفرم في دمشق کل أولئک الذین ظلموا الناس أیام سیطرة غازان واغتصبوا أموالهم و کذلک اولئک الذین أطلعوا المغول علی عورات الناس وأسرارهم. فدقّ بعضهم بالمسامیر، وخنق البعض الآخر، وقطع أیدي وأرجل البعض کما قطع ألسن بعض المفسدین و سمل عیون بعضهم الآخر.
وقد خرج آقوش الأفرم في العشرین من شوال 699/11 تموز 1300 من دمشق لقتال الدروز الذین کانوا علی المذهب الباطني وکانوا یسکنون جبال «کسروان» المتصلة بجبال لبنان، وذلک انتقاماً منهم، لالحاقهم خسائر بالقوات المصریة و الشامیة أثناء هجوم غازان علی دمشق و هروب القوات المصریة. واتجه آقوش مع قوات نواب صَفَد وحماة وحمص و طرابلس الی جبال «کسروان» و تغلب علیهم بعد حرب دامت ستة أیام. واستسلم الدروز و تعهدوا باعادة کل ما غنموه من القوات المصریة أثناء هروبها. کما أرغمهم علی دفع غرامة تقدر بمائة ألف درهم وأسر عدداً من شیوخهم و کبار هم وعاد الی دمشق في یوم الأحد الثالث من ذي القعدة 699/21 تموز 1300 واطلع الملک الناصر علی هذا الانتصار. وزاد تمکن آقوش في دمشق و مدحه الشعراء لانتصاره في کسروان (ابن حجر العسقلاني، 1/473) وکان جمالالدین آقوش الأفرم معالملک في قلب قواته في حرب شَقحَب (702ھ/1302م)، التي دحرت فیها قوات مصر بقیادة الملک الناصر محمد قلاوون قوات غازان. و بعد ذلک زاد نفوذ الأفرم بدمشق حتی کان یکتب التواقیع بالوظائف و یرسلها لمصر، فیعلّم السلطان علیها ولایرد منها شیئاً (ن.م).
وعندما اضطر الملک الناصر بن قلاوون الالتجاء الی قلعة الکرک تخلصاً من نفوذ أمرائه، وأصبح بیبرس الجاشنکیر في شوال 708/ آذار 1309 ملکاً علی مصر متخذاً لقب الملک المظفر، أرسل الأخیر عدداً من الأمراء لکسب ثقة نواب الشام وضواحیها ولأخذ البیعة له منهم. وکلّف الأمیر أیبک البغدادي مع أمیر آخر باطلاع جمالالدین آقوش الأفرم علی تولي الملک الجدید الحکم و أخذ البیعة له منه ثم التوجه إلی الشام. و فرح آقوش فرحاً کبیراً بسلطنة بیبرس و کاد یطیر فرحاً و سرورا کما ذکر ابن تغري بردي (8/236) لأنهما کانا جرکسیین ومملوکین لشخص واحد ویعیشان غریبین بین الأتراک. وأمربتزیین دمشق و قراءة رسالة بیبرس علی الأمراء التي تلزم الجمیع بضرورة القسم علی الولاء للسلطان الجدید و إرسال محضر القسم الی القاهرة. وقبل جمیع الأمراء عدا أربعة منهم بذلک و استطاع الأفرم أن یرضي هؤلاء الأربعة أیضاً عندما اختلی بهم، إلا أن بعض الأمراء الکبار أمثال قراسُنقُر نائب حلب و أَسَندَمُر نائب طرابلس وَقبچَق نائب حماة لم یرضهم جلوس بیبرس علی العرش، فاتصلوا سراً بالملک الناصر محمد قلاوون، في الکرک – کما ورد باسهاب في الکتب التاریخیة – واستطاعوا أخیراً تحریضه علی الثورة ضدالملک المظفر و التوجه نحو دمشق لاستعادة عرشه الذي فقده. و من جهة أخری لم یستطع آقوش الأفرم الصمود بوجه الأمراء وأهالي دمشق الموالین للملک الناصر فاتجه لیلاً مع بعض خاصته الی الشقیف.
وکان الأفرم یتخوف من الملک الناصر، لردوده العنیفة علیه حینما دعاه الملک الناصر الیه إبان نیابته في دمشق. ولکن الملک الناصر أرسل له أماناً بعد دخوله دمشق مهدداًإیاه بأن الأمور ستؤول الی العنف إذا ماواصل تمرده. واضطر الأفرم التوجه الی الناصر بعد استلام الأمان والقسم، کما توجه السلطان لاستقباله ممتطیاً فرسه وترجلا أثناء اللقاء مبالغة في الاحترام. وکان الأفرم مرتدیاً ملابس البطّالة (المعزولین عن الخدمة و کفنه تحت إبطه). و عندما شاهده أهالي دمشق الذین کانوا یحبونه، بهذه الحالة المزریة هتفوا جمیعاً: «یامولانا السلطان بتربة والدک الملک الشهید قلاوون لاتؤذه ولاتغیر علیه، فبکی سائر من حضر وبالغ السلطان في إکرامه وأقره علی نیابة دمشق. فلما کان الغد أحضر الأفرم خیلاً و جمالاً و ثیاباً ثمینة بـ 200 ألف درهم هدیة الی السلطان الملک الناصر (ابن تغري بردي، 8/267).
وجلس الملک الناصر للمرة الثالثةعلی عرش السلطنة في القاهرة (الخمیس 2 شعبان 709/5 کانون الثاني 1310). وحدث في ذلک الیوم أن قام أحد العامة من أَبناء القاهرة بانشاد شعر في مدحه، فأجهش آقوش بالبکاء تملقاً منه رافعاً قبعته الخاصة (کُلفتات) عن رأسه الی أن قام الأمیر قراستقر وأعاد قبعته الی رأسه ثانیة. ولکن السلطان عزله عن نیابة الشام و عینه نائباً علی صَرخَد. ولهذا فقد کان الأفرم یخشی الملک الناصر و کانت هذه الخشیة تتضاعف بمرور الأیام کلما قتل الملک الناصر أمیراً معارضاً له. وأخیراً اتفق آقوش الأفرم مع الأمیر قراسنقر، المنصوري نائب حلب و بعض الأمراء الآخرین و التجأوا جمیعاً في بدایة سنة 712ھ/1312م الی بلاد التتر (م. ن، 9/32).
و أرسل هؤلاء من مارِدین رسالة الی السلطان محمد خدابنده (أولجایتو، وبتعبیر المؤرخین المصریین «خربندا») وأطلعوه علی مجیئهم إلیه. وأرسل أولجایتو کبار رجالات المغول لاستقبالهم و کتب لولاته أن یستقبلوهم استقبالاً حسناً. و عندما اقتربوا من معسکر أولجایتو استقبلهم ممتطیاً جواده ثم ترجّل لهم و ترجّلوا له احتراماً و بالغ في اکرامهم فضرب لکل منهم خرگاه (خیمة کبیرة). و حرض کل من قراسنقر و آقوش أولجایتو عندما اختلیابه علی مهاجمة الشام، و وأحاط آقوش أولجایتو علماً بقوة سلطان مصر و عساکره. ثم أقطع أولجایتو قراسُنقُر مَراغَة وأقطع آقوش الأفرم همدان (المقریزي، أحداث س 712ھ/1312م). ویقول المقریزي إن الملک الناصر بعث بعض الفدائیین مراراً إلی تبریز لقتل قراسنقر و آقوش الأفرم فأفلحوا في إحدی المرات بجرح ید آقوش الأفرم عندما هاجموا موکباً کان یضم أمیر چوپان الأمیر الکبیر لدی السلطان أبي سعید الذي کان یتوسط کلاً من آقوش و قراسنقر (المقریزي، 2/554). واحتلت حادثة التجاء کل من آقوش و قراسنقر الی بلاط أولجایتو أهمیة في الکتب التاریخیة الایرانیة آنذاک. و یذکر وصّاف الحضرة (ص 552-553) أن الملک الناصر عندما جلس علی العرش (للمرة الثالثة) قام بتصفیة ما یقرب من 170 أمیراً من أمراء مصر و الشام. ولهذا فقد اضطرب کل من «ملک الأمراء قراسنقر» حاکم دمشق و جمالالدین الأفرم «والي حلب» مع عدد من الأمراء الآخرین والتجأوا برفقة خمسمائة فارس الی بلاط محمد خدابنده. وقد قابل أمراء السلطان محمد آقوش الأفرم في دیار بکر واصطحبوه في جمادی الأولی 712/ أیلول 1312 الی السلطانیة. وأجری السلطان کافي المراسم حیث منحه الرداء والقبعة والحزام المرصع و مبلغاً قدره 16 تومان ذهبي (000/160 دینار ذهبي) کما منح أتباعه مبلغ ستة عشر ألف دینار تکریماً لقدومه. وکانت وفاة جمالالدین آقوش الأفرم في 13 محرم 716/7 نیسان 1316 بعد إصابته بالشلل في همدان. ویری ابن حجر العسقلاني أن وفاته کانت بعد 720/1320 (ویبدو هذا أکثر دقة). ویذکر المؤرخون أن جمالالدین آقوش الأفرم کان رجلاً عالي الهمة، شجاعاً، عاقلاً، محسناً یکره الظلم.
ابن تغري بردي، یوسف، النجوم الزاهرة، مصر، وزارة الثقافة والارشاد القومي، 1963م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الدرر الکامنة، تقـ : عبدالمعیدخان، حیدرآباد الدکن، 1392 هـ؛ کاشاني، عبدالله بن محمد، تاریخ أولجایتو، تقـ : مهین همبلي، طهران، ترجمه و نشر کتاب، 1348 ش؛ المقریزي، أحمد بن علي، السلوک، تقـ : محمد مصطفی زیادة، مصرف مطبعة لجنة التألیف والترجمة والنشر، 1956م؛ وصّاف الحضرة، عبدالله بن فضل الله، تاریخ، بومبای، 1269 هـ.
عباس زریاب
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode