الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / آصف الدولة، میرزا صالح خان /

فهرس الموضوعات

آصف الدولة، میرزا صالح خان

آصف الدولة، میرزا صالح خان

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/14 ۲۲:۰۹:۱۲ تاریخ تألیف المقالة

آصف‌الدولة، میرزا صالح‌خان الیاغمشئي بن الحاج میرزا مهدي (1270-1348ھ/1854-1930م) من رجال‌الدولة المؤیدین للحرکة الدستوریة؛ اشتهر أبوه بالحاج کلانتر.

ولد میرزا صالح في عائلة تثریة عرفانیة المنهج، وکانت تتوارث عمدة باغمیشه (إحدی القصبات الواقعة خارج قلعة تبریز) و مدیریة الشرطة و ولایة تبریز لعدة أجیال (أدیب الممالک، 174-178). وبعد أن أمصی فترة الطفولة ودرس المقدمات و تخصص في دارالفنون بتبریز (المدرسة العسکریة أو المدرسة المظفریة)، وتعلم الفنون العسکریة واللغات الفارسیة والعربیة والروسیة و الفرنسیة دخل الجهاز الحکومي في الخامسة والعشرین من عمره، وفي 1299ھ/1882م عمل صالح‌خان برتبة رائد من الدرجة الثالثة تحت اشراف حسن‌علي‌خان أمیر نظام گروسي، عندما کان مدیراً لأعمال ولي العهد وقائداً لعساکر آذربایجان، وتعلم منه مختلف الفنون العسکریة والإِداریة والحکومیة وأسرار إدارة‌الدولة.

وکان في عام 1300ھ/1882م یعد في تبریز أحد عقداء مدفعیة المبارکة ومن المرافقین الخاصین لمظفرالدین میرزا ولي العهد. وفي 1305ھ/1888م سافر بر فقة ابن عمه میرزا قهرمان‌خان نیّر السلطان (حاجب‌الدولة فیما بعد) الی العراق، وفي 1306ھ/1889م رفّع الی رتبة عمید. وفي هذه الفترة تزوج من الأمیرة السیدة أمیر الحاجیة کریمة میرزا أحمد‌خان ساعد المُلک، الابن الوحید لمیرزا تقي‌خان أمیرکبیر، وأصبح بذلک عدیلاً لکل من حاجي حسین قلي‌خان نظام‌الدولة الدُنبلي و میرزا رضا (میرزا آقا) ابن میرزا جواد المجتهد التبریزي. وفي شعبان 1307/ نیسان 1890 سافر الی القفقاس وسائر أرجاء روسیا للعلاج والسیاحة. وفي محرم 1308/آب 1890 عاد الی ایران، وقد ترک التقدم الذي شاهده في تفلیس و باکو و بطرسبورغ أثراً عمیقاً في أفکاره و نفسه، ومنذ ذلک التاریخ قرر العمل علی رفع المستوی الفکري لدی أبناء وطنه وإصلاحهم و تقدمهم و بادر الی إجراء الدراسات اللازمة لذلک وتنفیذها.

وفي 1310ھ/1892م منحه مظفرالدین میرزا لقب «»عتمد دیوان» ورقي في 1313ھ/1896م بعد وفاة والده الحاج کلانتر الی رتبة أمیر توماني (قائد لعشرة آلاف جندي) وانتخب وکیلاً لولایة تبریز. ثم أضیفت الی مهامه رئاسة التجار والبلدیة و رئاسظ شرطة وأمن المدینة وضواحیها وقیادة خیالة الشرطة لما أبداه من کفاءة عالیة في إدارة شؤون المدینة (ناصري، س 3، عد 9). ورغم انتساب صالح‌خان لعائلة معروفة في الحکومة، إلا أن طبیعته التواقة للحریة والتقدم، دفعته للانضمام في هذه الفترة الی صفوف المعارضین لحکم ناصرالدین شاه، وصار من أنصار الحرکة الدستوریة. ووجد في میرزا یوسف‌خان مستشار‌الدولة صدیقاً یتبنی نفس أفکاره. فبادر إلی تحقیق مایرنو إلیه بتأسیسه شرکة ظاهرها القیام بالأعمال التجاریة وباطنها السعي لإِصلاح أوضاع البلاد. وبدأ مع عدد من التجار ذوي السمعة الحسنة والذین یشارکون أفکاره في بیان محاسن النظام الدستوري و مساوئ الاستبداد.

وکان مما قام به في فترة حکمه بتبریز تأسیس معمل لصناعة السجاد في 1313ھ/1896م لمساعدة العوائل الفقیرة وإیواء الأیتام، و بادر الی توفیر العمل للشباب واصیبیة العاطلین الذین صاروا یدرسون عدة ساعات یومیاً بالإِضافة الی دراستهم (ناصري، س 3، عد 9).

وفي ذي الحجة 1313/ أیار 1896 أراد مظفرالدین میرزا التوجه من تبریز الی طهران للجلوس علی العرش و ذلک بعد مقتل ناصرالدین شاه، ولکن الناس في تبریز قاموا باضطرابات نتیجة الظروف القاسیة التي کانوا یعانون فیها من نقص القمح والخبز في المدینة، فتأخر سفر الشاه الجدید بعض الوقت. وأخیراً اقتضت المصلحة تعیین صالح‌خان والیاً علی المدینة لیتولی جمیع شؤونها و یتحمل مسؤولیة توفیر الخبز وبیعه. و بذلک أصبح محمد علي میرزا والیاً علی آذربایجان و نصرت السلطنة أمیناً للولایة وصار صالح‌خان عمدة المدینة و رئیس تجارها، و تحسنت الأوضاع خلال فترة قصیرة و توفر الخبز في المدینة (ناصري، س 3، عد 14). وفي تلک الأثناء أحضر ثلاثة أفراد من استانبول إلی تبریز کانوا متهمین بتحریض میرزارضا الکرماني وهم: الشیخ أحمد الروحي و میرزا آقاخان الکرماني و میرزاحسین‌خان خبیرالملک، وسجنوا في دار محمدعلي میرزا الواقعة في زقاق ششگلان بحي الاعتضادیة. فقابلهم صالح‌خان باقتراح محمدعلي میرزا في سجنهم و کان ولي العهد واقفاً خلف الباب یسترق السمع. ورغم أن صالح‌خان اتخذ إجراءات لإِطلاق سراح هؤلاء الثلاثة المثقفین والمطالبین بالحریة إلا أن محمدعلي میرزا أمر في 13 صفر 1314/24 تموز 1896 باحضار هم لیلاً وقطع رؤوسهم و سلخ جلودهم و ملئها تبناً وإرسالها الی طهران (آصف‌الدولة، 7). وغداة تلک اللیلة وبینما کان عدد من الأطفال یعبون في نهر مهران بتبریز عثروا علی ثلاثة رؤوس مسلوخة الجلد تحت الرمال، وبأمر من صالح‌خان تم العثور علی أجسادهم ودفنها (بامداد، 2/173-174). وحینما اطلع محمدعلي میرزا علی أفکار صالح‌خان أراد إقصاءه عن جهازه الاداري وإبعاده عن تبریز. ولهذا عینه في 1315ھ/1898م حاکماً علی قراجه داغ (أرسباران) إلا أن هذه المهمة کانت دون شأنه فلم یبق هناک أکثر من عدة أشهر، عاد بعدها الی تبریز (آصف‌الدولة، 1؛ بایبوردي، 96). وفي 1316ھ/1899م نهبت دارنظام العلماء بتحریض من محمدعلي میرزا أثناء وقوع المجاعة ونقص الخبز في تبریز (نظام العلماء، 61-62). واستغل ولي العهد هذه الظروف وجه اتهامات باطلة الی کل من صالح‌خان وأخیه ابراهیم‌خان شرف‌الدولة، فاضطرا للسفر الی طهران للتظلم والشکوی.

وقد رافق صالح‌خان مظفرالدین‌شاه من طهران إلی جلفا، في رحلته الأولی الی أوروبا التي بدأت منذ 12 ذي الحجة 1317/13 نیسان 1900. ولدی وصول مظفرالدین‌شاه خلال هذه الرحلة الی تبریز منح بعض رجال‌الدولة ألقاباً وأوسمة بناء علی طلب نظام‌السلطنة أمین الولایة، شملت صالح‌خان فمنحه لقب «سالار أکرم» (القائد الأکرم)، مع معطف ثمین [ترمه] له کتفیّة علیها شارة ألماسیة من الدرجة الأولی (أفضل الملک، 430؛ پرورش). وعند عودة الشاه من أوروبا بعد ستة أشهر، توجه صالح‌خان الی جُلفا لاستقباله و عاد بر فقته الی طهران عن طریق تبریز (مظفرالدین شاه، 240). وانتخب في 1320ھ/1902م والیاً علی قزوین. حیث دامت ولایته في هذه المدینة أربع سنوات سعی خلالها لإعمار المدینة ونظافتها و توفیر النظام والاستقرار فیها.

وفي 1322ھ/1904م تعرضت طهران الی وباء شدید فاتخذ صالح‌خان إجراءات وقائیة لم تعهد من قبل خوفاً من انتقاله إلی قزوین، کمنع إلقاء النفایات في میاه الأنهار وإغلاق المحلات التي تسبب التلوث.

وتحمل شخصیاً دفع جمیع الضرائب الحکومیة الخاصة بها لمدة ثلاثة أشهر. کما منع تناول الفواکه بشکل کان الناس یعتقدون بأن الوصول إلی الثریا أسهل من الحصول علیها. و وفر عند بوابات المدینة العقاقیر الطبیة و مواد التعقیم. و فرض علی القادمین تعقیم جمیع ملابسهم ووجوههم وأیدیهم بتلک المواد. کما أمر بدفن جمیع نفایات المدینة علی بعد فرسخ منها. وکانت الشوارع والأرقة تغسل وتکنس صباحاً ومساء و تحرق ملابس المرضی والموتی ویدقع ثمنها لور ثتهم. و بذلک تدنت آثار الوباء کثیراً فلم یصب به خلال مدة انتشاره سوی 140شخصاً من مجموع سکان المدینة البالغین آنذاک أربعین ألف نسمة طبقاً للتقاریر الطبیة (تربیت).

وحینما کان المقاولون الروس یقومون بانشاء وتعبید طریق قزوین – همدان من غربي المدینة اتخذ صالح‌خان التدابیر اللازمة للحیلولة دون إلحاق أیة أضرار بأصحاب البساتین في الوقت الذي سبب شق مثل هذا الطریق في أماکن أخری مشاکل کثیرة. کما قام بترمیم العمارات الصفویة في قزوین والتي کانت علی وشک الانهیار واستثمرها واشتری لها من ماله الخاص السجاجید والستائر والأثاث و عبّدالطریق الممتدة من بوابة رشت الی رباط غیاث‌نظام. کما أعاد بناء السد المقام عل نهر قزوین بعد أن کان مهدماً وأنقذ بذلک المدینة من خطر الفیضانات. وأجری إصلاحات و تغییرات أساسیة في مقبرة پیغمبریة [النبویة]. وأخیراً قام بتأسیس مدرسة للأیتام في قزوین، کما أسس جمعیة باسم «جمعیة المعارف» تضم عدداً من أنصار التجدید، تحت إشرافه لنشر الصناعة والثقافة في قزوین، ووضع أسس معهد بأربعة صفوف باسم معهد «أمید» [الأمل]. وعین الملاعلي بن الملاتقي المشهور بالقاضي الأرداقي (من الأحرار وأعضاء الجمعیة) لادارة المدرسة، کماحدد مکاناً للمدرسة یقع الی الشرق من «عالي قاپو» و بنی فیه أربع غرف وبذلک أنشأ أول مدرسة في قزوین، تحمل أعضاء الجمعیة نفقاتها. ثم أسس مدرسة أخری باسم مدرسة سعادة قزوین فمنحه مظفرالدین‌شاه لقب «الوزیر الأکرم» في 1323ھ/1905م، تقدیراً لخدماته.

وفي عهد صدارة عین‌الدولة أقیل صالح‌خان من ولایة قزوین في أواسط 1324ھ/1906م واستدعي الی طهران. إلا أنه عین بعد عدة أشهر والیاً علی گیلان و مازندران. و تهیأت الظروف أثناء ولایته علی «گیلان» لاصدار مرسوم یقضي باقامة الدستور و تأسیس مجلس الشوری الوطني ولما رأی أن آماله القدیمة بدأت. تتحقق، بدأ والأمل والشوق یحدوانه بوضع أسس النظام الدیمقراطي والحکومة الدستوریة في المناطق التابعة لولایته وسمح للناس والأحزاب بالتعبیر عن آرائهم، وحتهم علی مواصلة نشاطاتهم السیاسیة والاجتماعیة. غیر أن عدم وضوح معنی الحرکة الدستوریة بین الناس والفهم الخاطئ لفکرة لحریة والمساواة سببا بعض الاضطرابات والفوضی في گیلان والمناطق التابعة لها، ولم یستطع جبایة المبلغ المتبقي من الضرائب وقدرة 18000 تومان. وأصبح نفسه مدیناً (آصف‌الدولة، 10). وفي تلک الفترة و نظراً لعم مصادقة المجلس علی الدستور، بادر صالح‌خان الی وضع قانون یقضي بتوفیر المزید من التقدم والرفاهیة. و خصص مکتباً للعدلیة، وآخر للتحقیق وثالث للتنفیذ والمالیة و عین لکل منها رئیساً وغرفة للانتظار و غیرها، وأصدر تعلیمات حول کیفیة تقیم الطلبات کما أوجد محلساً للمعارف.

وفي ذي القعدة 1324ھ/1906م توجه محمدعلي میرزا أثناء مرض مظفرالدین‌شاه من تبریز الی طهران. وفي قزوین أبدی استیاءه من الجهود التي بذلها صالح‌خان لتوطید الحرکة الدستوریة بعد اطلاعه علی التقاریر التي تلقاهامن مخبریه هناک و قال لصدق السلطنة حاکم قزوین و میرزاحسن شیخ الاسلام: «إن حاکم گیلان لایألوا جهدا في توطید الحرکة الدستوریة ولذلک سأعمل علی عزله عند وصولي ال طهران» (آصف‌الدولة، 9).

وفعلاً عزل محمدمیرزا، صالح‌خان عن ولایة گیلان بعد شهر واحد من اعتلائه العرش وعین في ذي الحجة 1324/ کانون الثاني 1907 سپدار مکانه. و بعد اقامة صالح‌خان عدة أشهر في طهران عین ثانیة حاکماً علی گیلان بعد تولي میرزاعلي أصغرخان أمین السلطان الصدارة العطمی. فاصطحب معه الدستور الذي کان المجلس قد صادق علیه وأصدر التعلیمات الخاصة بالانتخابات في جمعیة رشت. ثم هیأ الشروط اللازمة لانتخاب النواب في گیلان. کما أرسل تقریراً إلی المجلس حول کیفیة الانتخاب غیرالشرعي لبحر العلوم مما أثار ضجة في طهران ورشت. فأقاله محمدعلي میرزا و عین «أمیرأعظم» بدلاً عنه.

وفي تلک الفترة نشر صالح‌خان لدی عودته الی طهران مقالة تحت عنوان «آخر علاج» في العدد الثامن من صحیفة صبح صادق باسم مستعار هو «عاشق الوطن» عرض فیها مقترحات لانقاذ البلاد من خضم الأحداث المتلاطمة وإیجاد الوئام بین الملک والناس. وقد أثارت هذه المقالة اهتمام الأوساط الاجتماعیة. وأدی الأمر الی تأسییس جمعة تضم رجال‌الدولة في دار عضدالملک وأضمر محمدعلي میرزا الذي اطلع علی من کان وراء هذا الاقتراح و تأسیس تلک الجمعیة مزیداً من الحقد علی صالح‌خان.

وفي عهد الصدارة العظمی لنظام السلطنة مافي، عرض علی صالح‌خان ولایة کرمانشاهان (معیث السلطنة، 216، 217) ولکنه تردد في قبولها. وفي هذه الأثناء وقعت حادثة إلقاء القنبلة علی عربة محمدعلي‌شاه فعر لمصطفی‌خان حاجب‌الدولة من حکومة طهران وأنیطت ولایتها بصالح‌خان (ربیع‌الأول 1326/ أیار 1908). ولم یسر محمدعلي‌شاه هذا التعیین و لکنه لم یستطع إبداء معارضته بسبب نفوذ الوطنیین. وقد وجه صالح‌خان في بدء مهمته الجدیدة دعوة الی الناس و تحدث إلیهم بالتفصیل (دولت آبادي، 2/222) مطالباً إیاهم بتأیید الحکومة والتعاون معها من أجل إدارة أمور المدینة والحفاظ علی أمنها و شؤونها الصحیة.

وفجأة وفي 4 جمادی‌الأولی 1326/4 حریران 1908 اتخذ محمدعلي میرزا، الذي کان یفکر بالقضاء علی الحرکة الدستوریة، من حرارة الجو دریعة فغادر بالتواطئ مع لیاخوف قصر گلستان إلی «باغ شاه». وبعد أربعة أیام أقال صالح‌خان من ولایة طهران و عین مؤید‌الدولة مکانه. ثم قام في الیوم الثالث والعشرین من الشهر نفسه بقصف مجلس الشوری الوطني بالمدفعیة. وکان صالح‌خان یعیش في بیت استأجره من بانو عظمی أخت ظل السلطان یقع في الضلع الشرقي لمیدان بهارستان مقابل جمعیة الآذریین، فأبدی شجاعة فائقة حیث تمکن من علی سطح منزله أن یقتل أکثر من عشرة من أفراد المدفعیة و القوزاق و عدد من خیول عربات المدفعیة. وبعد فشل الأحرار قصف منزل صالح‌خان بالمدفعیة ثم نهبت جمیع أمواله ولکنه استطاع الحرب بمهارة فائقة. فاستدعاه لیاخوف مرات عدیدة لاستجوابه ولکنه فکر في الاختفاء خوفاً علی حیاته. وکان قداقترح علیه مفاخر الملک أن یلجأ کغیره الی إحدی السفارات ولکنه رفض ذلک قائلاً: الاعدام أولی من اللجوء الی سفارة أجنبیة. وأخیرا اختفی في بیت أمیر بهادر لمدة ثمانیة أشهر.

وفي محرم 1327/ کانون الثاني 1909 غادر صالح‌خان منزل أمیر بهادر وسعی للمصالحة بین الناس والشاه ولکن الأمور بقیت علی حالها ولم یفلح حت یتم فتح طهران ولجأ محمدعلي‌شاه الی السفارة الروسیة وبذلک انتهت فترة الاستبداد والدکتاتوریة القصیرة.

وفي 28 جمادی‌الثانیة/ 17 تموز من نفس السنة أنیطت إلیه، في عهد حکومة سپهدار المؤقتة، ولایة طهران والاشراف علی أراضي عشائر خوار و ورامین و ساوه وزرند ودماوند. و في هذه الفترة منحه أحمد‌شاه لقب «آصف‌الدولة». وقد قام صالح‌خان باعداد مقدمات إجراء انتخابات الدورة الثانیة لمجلس الشوری الوطني في طهران (ناظم الإِسلام، 2/524).

وفي فترة ولایته هذه سعی کالسابق لاستتاب الأمن في طهران ومنع بیع المخدرات (التریاق) واستعمالها و خفص أسعار اللحوم. ولکنه و کما أورد في مذکراته، استقال من منصبه بعد أن علم بأن هناک من یعمل علی إضعاف حکومته و یسعی من أجل عزله. ثم عرضت علیه بعد ذلک ولایة أصفهان و فارس ولکنه رفضها و أخیراً وافق علی تولي حکم مدینة خمسة. وفي 10 جمادی‌الثانیة 1328/19 حزیران 1910 وصل إلی زنجان. ولم تکد تمضي علی ولایته فیها إلا ثلاثة أیام حتی حدثت فتنة داراب میرزا بن بهمن میرزا القاجاري بتحریض منالروس ومحمدعلي میرزا. ولکن آصف‌الدولة أخمد تلک الفتنة و حال دون نهب‌المدینة رغم إمکانیاته القلیلة (آصف‌الدولة، 33). وقد کتب آصف‌الدولة مذکراته في سبعة مجلدات ضمنها سیرة حیاته والاحداث التي مرت بایران والعالم منذ 1294ھ/1877م و حتی الفترة التي تم فیها قصف المجلس الوطني بالمدفعیة، إلا أن أربعة منها فقدت عند نهب داره في تبریز و ضاعت الثلاثة الباقیة عندما نهبت داره في طهران. ثم کتب ملخص الحیاته بناء علی طلب میرزا ابراهیم‌خان منشي‌زاده أثناء وجوده في زنجان في 36 صفحة و أرسلها الیه. و في زنجان عمل علی تأسیس جمعیة المعارف و أجری إصلاحات أساسیة في مبنی دارالحکومة وأسس المدرسة المحمودیة فیها (1329ھ/1911م؛ روحاني، 61).

وفي ربیع‌الأول 1330/ شباط 1912 انتخب للمرة الثالثة لولایة گیلان، بعد ولایة ظهیرالدولة، إلا أنه قدم الی طهران باجازة بعد أحداث انتفاضة جنگل (الغابة) ولم یعد بعد ذلک الی رشت.

ومنذ ذلک التاریخ یئس آصف‌الدولة من تحسن الأوضاع الداخلیة في ایران، وتطور الحرکة الدستوریة وإدارة شؤون البلاد وفقاً للقوانین، فاعتزل النشاطات الاجتماعیة والسیاسیة، خاصة و انه کان یری نفسه أجدر من سائر رجال‌الدولة آنذاک و بعد عدة سنوات وافته المنیة في طهران و هو في الثامنة والسبعین من عمره (سدید السلطنة، 485).

 

المصادر

آصف‌الدولة، صالح‌خان، خاطرات (المخطوطة عند کاتب المقالة)؛ أدیب‌الممالک، عبدالعلي، دافع الغرور، تقـ : إیرج أفشار، طهران، 1354ش؛ أفضل الملک، غلام‌حسین، أفضل التواریخ، طهران، نشر تاریخ، 1361ش، ص 435؛ بامداد، مهدي، تاریخ رجال ایران، طهران، زوّار، 1347-1353ش؛ بایبوردي، حسن، تاریخ أرَسباران، طهران، ابن‌سینا، 1341ش؛ پرورش، صحیفة، مدیرها میرزامحمدعلي پرورش، القاهرة، 1318‌هـ، عد 4؛ تربیت، صحیفة، مدیرها محمدحسین فروغي، طهران، عد 348، 356، ذي‌القعدة 1322 هـ؛ دولت‌آبادي، یحیي، حیات یحیی، طهران، جاویدان، 1362ش، 2/223؛ روحاني، محمدرضا، فرهنگ‌نامۀ زنجان، طهران، پرچم، 1347ش؛ سدیدالسلطنة، محمدعلي‌خان، سفرنامه، تقـ : أحمد إقتداري، طهران، بِهنشر، 1362ش؛ شرف‌الدولة، میرزاابراهیم خان، خاطرات، (المخطوطة عند کاتب المقالة)؛ صبح صادق، صحیفة، مدیرها مرتضی قلي‌خان مؤید دیوان، طهران، س 1، عد 5، 8، 61، 1326هـ؛ فخرائي، ابراهیم، گیلان در جنبش مشروطیت، طهران، سازمان انتشارات کتب جیبي، 1353ش، ص 33-34؛ کسروي، أحمد، تاریخ مشروطۀ ایران، طهران، دفتر پرچم، 1321ش، 1/189، 192؛ م.ن، تاریخ هجده سالۀ آذربایجان، طهران، امیرکبیر، 1355 ش، 2/469؛ مظفرالدین شاه، سفرنامه، تقـ : علي دهباشي، طهران، 1361ش، ص 9، 23، 253، 254، 255؛ مغیث‌السلطنة، یوسف، نامه‌ها، طهران، نشر تاریخ، 1361ش؛ ملک‌زاده، مهدي، زندگاني ملک المتکلمین، طهران، علمي، 1325ش، 226؛ نادر میرزا، تاریخ جغرافیایي دارالسلطنۀ تبریز، طهران، 1323هـ، ص 59، 60؛ ناصري، صحیفة، مدیرها محمدندیم باشي، تبریز، س 3، عد 9، 1313هـ، عد 14، 1314 هـ؛ ناظم‌الاسلام کرماني، محمد، تاریخ بیداري ایرانیان، تقـ : أکبر سعیدي سیرجاني، طهران، آگاه، 1362ش، 2/145، 505؛ نظام‌السلطنۀ مافي، حسین‌قُلي، خاطرات، تقـ : منصورۀ اتحادیه (نظام مافي) وسیروس سعدوَندِیان، طهران، نشر تاریخ 1362 ش؛ نظام‌العلماء، میررفیع، تذکرۀ علویه، تبریز، 1324 هـ.

یحیی ذکاء

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: