الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفلسفة / الآباء العلویة /

فهرس الموضوعات

الآباء العلویة

الآباء العلویة

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/29 ۱۷:۴۶:۳۵ تاریخ تألیف المقالة

الآباء العُلویة، إصطلاح عند الفلاسفة القدماء يدل علی فلک الثوابت و‌السیارات السبع التي تؤثر في العناصر الأربعة (الماء و‌الهواء و‌النار و‌التراب) و‌الطبائع الأربع (الحرارة و‌البرودة و‌الرطوبة و‌الیبوسة)، و تؤدي الی حصول المرکبات (المعدن و‌النبات و‌الحیوان). ویری هؤلاء الفلاسفة أن للأفلاک دوراً رئیساً في نشوء کائنات عالم الکون و‌الفساد، و‌کیفیة وقوع الحوادث في هذا العالم. کأنما الأفلاک من حیث الفعل و‌التأثیر بمنزلة الآباء، و‌العناصر من حیث الإنفعال و‌التأثُّر بمنزلة الأمهات، و‌الأجسام العنصریة بمثابة الموالید: «و‌لهذا سُمَیت الأفلاک بالآباء و‌العناصر بالأمهات و‌ما یتولد منهما بالموالید» (قطب‌الدین الشیرازي، 418). و‌یذهب عبدالرزاق اللاهیجي (تـ 1072/1662) في معرض تفصیله لهذا الموضوع الی «أن عالم الأجسام علی نوعین: أحدهما الفلکیات و‌الآخر العنصریات؛ و‌أن الباري تعالی قد برأَ الفلکیات مؤثرة والعنصریات متأثرة، و‌أيّ تغییر و تطور یحصل في هذا العالم ینجم عن تأثیر الأفلاک و توهج الکواکب. و‌بما أن الفلکیات ذات حرکة مستمرة وحالاتها بالمقارنة مع العناصر مختلفة و‌تأثیرها یتم عن طریق الحالات، فإن هذا التأثیر یختلف في العنصریات و‌فقاً للزمان والمکان» (ص 95).
و‌یری مفکر‌و الإِسلام – و‌خاصة أصحاب مذهب العرفان منهم – أنه رغم القبول ببعض التعابیر التي وردت في مصنفات قدامی الفلاسفة کالآباء و‌الأمهات و‌الموالید، و «رغم أن للأفلاک و‌الأنجم أثراً علی العالم السفلي هذا»، إلّا أن المرء «حین ینعم النظر في مبدأ الخلق، یری الفلک کباقي الکائنات خاضعا لحکم الملک الجبار. ذلک أن الأفلاک و‌الأنجم من خلال حرکاتها و‌آثارها و‌‌أحکامها التي تصل الی العالم السفلي عن طریق حالاتها، غیرمتمکنة بارادة ذاتیة، إنما تحضع بأسرها لجبر الحکم الربّاني» (محمد اللاهیجي، 184). و قدنری الفلاسفة المسلمین أحیاناً یعتبرون «العقل الکلّي» و «النفس الکلیّة» و «الطبیعة الکلیّة» في کتاباتهم آباءً و‌أمهات، بالإِضافة الی التنویه «بالتزاوج» بینها: «إد جعل العقل الکلّي کبیر البیت في العالم، و‌الطبیعة الکلیّة سیدة المنزل فیه، و‌‌وسَّطَ النفس الکلیّة لاکتساب التجرد و‌الافاضة علی التعلق، لیستطبع أن یسري تأثیر الفیض الأعلی في جمیع ذرات الوجود. کما و‌أَقرَّ بین العقل الکلّي و‌النفس الکلیّة علاقة التأثیر و‌التأثُّر – وهي في الحقیقة تزاوج معنوي – حیث ولدت إذ ذاک الکائنات العلویة و‌السفلیة بمختلف صنوفها» (عبدالرزاق اللاهیجي، 2).
و‌یذهب بعض العلماء ممن نزع الی التصوف الی رأي آخر في ذلک و‌هو أن الآباء هم «العقول و‌الأنفس و‌الطبائع» و‌الأمهات هُنَّ «الأفلاک و‌الأنجم و‌العناصر» مقارناً بینها و‌بین عالم المُلک و‌المَلَکوت أو الظلام و‌النور، في محاولة للتوفیق بین کلام الفلاسفة و‌العبارات‌ الدینیة و‌العرفانیة: «اعلم أن العقول و‌الأنفس و‌الطبائع تُدعی عالم المَلَکوت، و‌أن الأفلاک و‌الأنجم و‌العناصر تُسمی عالم المُلک. و‌اعلم أن المَلَکوت هو بحر النور، و‌ان المُلک بحر الظلام. و‌بحر النور هذا یُدعی بالآباء، فیما یُطلق علی بحر الظلام بالأمهات. و‌الآباء و‌الأمهات هذه في عناق و‌احتضان، و‌منهما تولد الموالید وهي المعدن و‌النبات و‌الحیوان» (النسفي، 163-164).
وقد وردت في المؤلفات الإسلامیة اصطلاحات أخری بدلاً من «الآباء العلویة» منها: الآباء الفلکیة و‌الآباء الأثیریة و‌الآباء الثمانیة (فلک الثوابت و‌السیارات السبع) و‌الآباء السبعة أو (السیارات السبع)، الا أن السیاق العام للموضوع هو نفسه الذي أشیر إلییه.

المصادر

 التهانوی محمد‌بن‌علی، کشّاف اصطلاحات الفنون، تقـ : لویس اشبرنجر، کلکتا، 1862 م، 1/90، 2/1078؛ قطب‌الدین الشیرازي، محمودبن مسعود، شرح حکمة الاشراق، 1314 هـ؛ اللاهیجي، عبدالرزاق، گوهر مراد، تهران، 1271 هـ؛ اللاهیجي، محمد، شرح گلشن‌راز، تهران، 1337 ش؛ ناصرخسرو، أبومعین، جامع‌الحکمتین، تقـ : هنري کُربَن و محمد معین، تهران، انستیتوي ایران و فرانسه، 1332 ش، ص 70؛ النسفي، عزیز، الانسان الکامل، تقـ : ماریحان موله، تهران، انجمن ایران‌شناسي فرانسه در ایران، 1962 م.

صمد موحّد
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: