إقامة حفل إزاحة الستار عن المجلد الخامس و العشرین، و شعار مرور أربعین عاما علی دائرة المعارف الإسلامیة الکبری

1445/11/6 ۰۹:۱۲

یوم الأربعاء الموافق 29/9/ 1402 هـ ش (20/12/2023م) أقیم حفل إزاحة الستار عن المجلد الخامس و العشرین، و شعار الذکری الأربعینیة لتأسیس مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری، و ذلک بحضور أعضاء المجلس العلمي الأعلی و المدیرین و المعاونین و المنتسبین للمرکز.

دبا: یوم الأربعاء الموافق 29/9/ 1402 هـ ش (20/12/2023م) أقیم حفل إزاحة الستار عن المجلد الخامس و العشرین، و شعار الذکری الأربعینیة لتأسیس مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری، و ذلک بحضور أعضاء المجلس العلمي الأعلی للمرکز و مدیري المرکز و معاوني رئیسه و منتسبیه.

صممنا العزم علی الحفاظ علی الثقافة الإیرانیة

استهل الحفل رئیس مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری/ کاظم موسوي بجنوردي بکلمته التي قال فیها: أنا مدین لکم واحدا واحدا. أحد الزملاء القدماء کان قد قال بأننا لانعدو عن کوننا مؤلفي موسوعة. فقلت له أنتم تجیدون عملا هو أحسن الأعمال. فقد کان هذا المرکز ملتقی لشخصیات کبار فقدناهم، من أمثال شرف الدین خراساني و عنایت الله رضا و إیرج أفشار و عباس زریاب خوئي و آذرتاش آذرنوش و محمدحسن کنجي و محمد إبراهیم باستاني باریزي و أحمد اقتداري و أحمد تفضلي و قمر آریان و فاطمه کریمي و بدرالزمان قریب. و کان لکل من هؤلاء قسط مشرّف في تحقیق أهداف المرکز.

و استمر قائلا: لابد أن نهنئ أنفسنا علی مواصلة الدرب في التعاریج الملیئة بالأخطار. فإیران تعیش ظروفا خاصة تفرض علی کل واحد منا أن یقوم بواجبه. أثمن شيء نمتلکه هو ثقافتنا. فإننا ـ کشعب ـ اعتنقنا الإسلام ثم  ربطنا بین الرؤیة الکونیة الإیرانیة و بین الرؤیة الکونیة الإسلامیة، و بذلک أدّینا دورا بارزا في ازدهار الحضارة الإسلامیة.

و أضاف کبیر منقّحي دائرة المعارف الإسلامیة الکبری قائلا: کل مجلد یضم 200 مادة و کل مادة تخضع للمراجعة و التنقیح عشر مرات. أي یخضع کل مجلد للمراجعة و التنقیح ألفین مرة. و أنا آمل أن نواصل هذا المسار و نُبقي علی مصباح هذا المرکز مضیئاً. لأننا مصممون علی الحفاظ علی الثقافة الإیرانیة.

علی طریق حمایة الهویة الإیرانیة ـ الإسلامیة

ثم تحدث نائب رئیس مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / وزیر الإرشاد الإسلامي في حکومة الإصلاحیین سابقا/ "أحمد مسجدجامعي" الذي قال: أولئک المذکورین بالاسم، کلهم من أجلة علماء الأدب و الفن و المعرفة، و لذلک لیس من السهل لنا أن ننجح في مواصلة دربهم و السیر علی نهجهم.

و استمر المتحدث قائلا: في البدایة لابد أن نذکر العلامة "دهخدا" الذي أشعل الضوء و أطلق عملیة تألیف دائرة المعارف، ثم جاء غلامحسین مصاحب فأنجز عملا جبارا في هذا المجال. فإن دائرة المعارف التي وضعها غلامحسین مصاحب ظلت تشکل مصدرا موثوقا لنا. إلی أن جاءت بعد الثورة الإسلامیة مؤسسةٌ مستقلة عن المؤسسات الرسمیة، أعني هذا المرکز الذي یُعدّ من المؤسسات المُشرقة التي لمعت خلال العقود الأربعة المنصرمة. نعم، شهدنا ظهور أفکار برزت علی الساحة. لکنها انحرفت عن المسار، کما بدأت أعمال لکنها بقیت غیرمکتملة. بینما ظل هذا المرکز مستمرا في طریقه و عمله لصون الهویة الإیرانیة ـ الإسلامیة. و في الظروف التي لم تکن الجهات الجامعیة تتعاطف مع الذُری العالیة، جاء المدد من الغیب فجعلها تحت مظلته.

و استطرد مسجد جامعي قائلا: علینا عبء تراث عظیم، و هذا یجعل عملنا صعبا.  الیوم في نهایة العقد الرابع من تأسیس المرکز، نری أننا بعد أربعة عقود إنما تمکنا من إنهاء العمل بالنسبة لنصف الأحرف الأبجدیة ـ و لاشک أنه بذاته عمل قیّم. إننا نمثل استمرارا لـ "زرین کوب" و "زریاب" و " أفشار" و غیرهم. و علینا أن نکون مسؤولین أمام هؤلاء. علینا أن "نشیل همّ إیران" ـ ذلک الهمّ الذي کان یشکل القاسم المشترک لکل هؤلاء الرجال. إنهم جمیعا تعلقت قلوبهم بهذا المرکز و أهدوا مکتباتهم له، علی الرغم من وجود التکثر في الأفکار و الآراء و الممیزات الاقتصادیة و الاجتماعیة و الأثنیة.

و اختتم حدیثه بالقول: المواد الموسوعیة الجدیدة أصعب. إذ إنه من اللازم ألّا ننزل إلی ما هو دون مستوی أولئک العلماء الفحول، و ما ننجزه یجب ألّا یکون أدنی مستویً مما سبق إنجازه إلی الآن من حیث القیمة العلمیة و المعرفیة. و لأجل ذلک یولي المرکز اهتماما أکثر لبعض المواد. و إنني آمل أن یحالف المرکز النجاح في ما یصبو إلیه.

الدرّة الثمینة

الکلمة التالیة کانت لعضو المجلس الأعلی لمرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری/ "علي أشرف صادقي" الذي قال: من المؤسف أن العلماء الکبار الذین وافتهم المنیة لم یأت مثیل لهم لیحل محلهم منذ حوالي سبعین سنة. و أنا أعطي مثالا من کلیة آداب جامعة طهران التي کانت أیام زمان موطئ أقدام رجال من أمثال جلال الدین همائي و بدیع الزمان فروزانفر و سعید نفیسي و ابراهیم بورداود و محمدتقي مدرس رضوي و برویز ناتل خانلري و ذبیح الله صفا و صادق کیا. و أنتم ترون الحالة المزریة التي تعیشها الیوم هذه الکلیة .

و استمر هذا الأستاذ الجامعي المتقاعد قائلا: لقد کان في هذا المرکز أیضا کلٌ من عباس زریاب خوئي و أحمد تفضلي و بدرالزمان قریب و محمد حسن شرف کنجي و عنایت الله رضا و آخرون کثیرون، فلم یأت من یملأ فراغهم. و استمر هذا الاتجاه نزولا بحیث لم یعد هناک أمل في أن یظهر في الساحة حبٌ للعلم أو لإیران. بعد التحاق أحمد مسجدجامعي بالمرکز و الجهود المبذولة الأخری من أجل المیزانیة، یحدوني الأمل في أن یجد هذا المرکز ازدهاره السابق و یواصل العمل بنفس الزخم الذي کان یسفر عن إصدار مجلد جدید کل عام. لأن دائرة المعارف الإسلامیة الکبری (دبا) عندنا تمثل دُرة ثمینة، مع أن هناک جهود أخری أیضا.

لابد من تحمل الصعاب لکي تنضج المقالة

بعد ذلک، جاء الدور لکلمة مدیر القسم الأدبي و عضو المجلس العلمي الأعلی لمرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری/ "أصغر دادبه". فقال: منذ أن ظهر أصحاب دائرة المعارف في أوروبا خلال القرن الثامن عشر [المیلادي] و حتی الیوم، نحن متأخرین أکثر من ثلاثة قرون. و "الرستم" یواجه العداء و الخصومة. فقد شهروا السیوف علنا بوجه هذه الثقافة و هذه اللغة. في أفغانستان حکموا بإغلاق المحال التجاریة التي لایعرف أصحابها لغة الباشتو. هذا یعني أن العدو أصبح علی الأبواب.

و صرح هذا الأستاذ الجامعي المتقاعد قائلا:  إذا تقرر الحفاظ علی الجانب النوعي فذلک یتطلب منا أن ننتبه و نراقب بدقة. أنا کنت من روّاد فسح المجال أمام الشباب. فإنني مع الطرق التي من شأنها استقطاب الشباب، لکن لیس علی حساب نوعیة المقالات و البحوث. فالبحث ـ کما یقول الدکتور فتح الله مجتبائي ـ یجب أن ینضج. لایجوز العمل بالترمیق و الطصلقة. یجب تحمل المشاق حتی ینضج البحث. إذا أردنا أن نقیس حسب المعاییر المادیة فنحن مجانین. لا مندوحة سوی النضج و الإنضاج. هکذا تخدمون الثقافة الإیرانیة و یبقی ذکرکم خالدا.

لم یکن لدیه ذرة من الشک و التردد

مدیر القسم القانوني و عضو المجلس العلمي الأعلی لمرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / "سید مصطفی محقق داماد" کان المتحدث الآخر الذي قال خلال کلمته: أعود إلی ما قبل أربعین عاما: دعاني کاظم موسوي بجنوردي للمشارکة في تألیف دائرة المعارف الإسلامیة الکبری. و عندما حضرت الجلسة الأولی، وجدت نفسي أمام ثلاثة محیطات: شرف الدین خراساني و عباس زریاب خوئي و سیدفتح الله مجتبائي، و أنا طالب علم قادم من مدینة قم. فشعرت أنني أمام بحور زاخرة.

و استطرد هذا الأستاذ الجامعي المتقاعد قائلا: أنا قلت في قرارة نفسي أن هذه الفکرة غیرقابلة للتطبیق. إلا أنه [أي کاظم موسوي بجنوردي] لم یکن لدیه ذرة من الشک في نجاح الفکرة. إنه کان قد مضی أربعة عشر عاما في السجن و ترک السلاح قبل ذلک بأربعة عشر عاما. حیث کان شعر بأن الثورة تتحقق بالقلم و لیس بالقتل، و هو یعترف صراحة بخطأه في الماضي ـ و قلما وجدت في حیاتي من یعترف بخطئه بهذا الشکل ـ و إنها لثقافة مدهشة نجدها في الأدب الإسلامي الذي یتضمن مبدأ التوبة. و التوبة تصنع المعجزات إذا أصبحت سلوکا رائجا. و إنني لیسعدني أن أری أن تلک العزیمة الراسخة قد حققت الیوم هذا الإنجاز.

الشمولیة آخذة في النقصان

ثم، تحدث المعاون العلمي لرئیس مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری و عضو المجلس العلمي الأعلی فیه/ "علي بهرامیان"، فقال: إنني حضرت حفل إزاحة الستار عن المجلد الثالث عندما کنت جدید العهد بهذا المرکز.فأنا من أقدم شباب هذا المرکز. لکنني لاأتذکر أن یکون أي من المجلدات باعثا علی السرور و الارتیاح بقدر ما بعث علیه المجلد الخامس و العشرین. حیث وقف من أجله الجمیع وقوف المجاهدین بوجه الأزمات الهدّامة.

و أضاف قائلا: المهم هو تربیة و تأهیل القوی العلمیة التي من شأنها إبقاء المرکز علی المستوی المقبول. الدراسات الحالیة لاتفي بالمقصود. لأنها علی مستوی هابط، و یجب أن تخضع لباثولوجیا. فإن الثقافة الإیرانیة ـ الإسلامیة بشکل لایمکن للشخص أن یتخصص في فرع معین دون غیره. الشمولیة آخذة في التراجع. بینما أن الباحث المحقق یجب علیه أن یعرف کل شيء. و هذا الأمر یأخذ أهمیة أکثر فیما یرتبط بدائرة المعارف الإسلامیة الکبری بوجه خاص. إننا لیس لدینا متخصصون لبعض المواد التي سیتضمنها المجلدات التالیة. و من أجل مواصلة المشوار، لابد من بذل الجهود لتحقیق الشمولیة المذکورة. لکنني آمل أن تصدر المجلدات التالیة واحدا تلو الآخر.

اجتیاز العقبات

الکلمة الأخیرة کانت لمدیر قسم الفلسفة و عضو المجلس العلمي الأعلی لمرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری/ "نصرالله بورجوادي" الذي تحث بإیجاز و أشاد فیه بنجاح المرکز في اجتیاز العقبات ما أدی إلی تحقیق النجاح الراهن، معربا عن أمله في إصدار المجلد السادس عشر في أقرب وقت ممکن.

و خلال هذا الحفل الذي أقیم في أجواء لیلة "یلدا" [أطول لیلة في السنة] تفاءل المتحدث بدیوان شعر حافظ الشیرازي. ففاجأه الشاعر بشعر غزلي مطلعه کما یلي:

"گر دست رسد در سرِ زُلفین تو بازم/ چون گوی چه سَرها که به چوگان تو بازم"

(لو وقعت بیدي ضفیرتا شعرک ثانیة/ سأرمي رأسي إلی قدمیک رمي الکرة بالصولجان.)

من الأربعة إلی الأربعین

و تحدث أیضا المدیر الفني و مصمم شعار الذکری الأربعینیة لمرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری/ "رضا فرزان یار"، فقال: للرقمین 40 و 4 مکانة متمیزة في الأدب الإیراني و الثقافة الإیرانیة. فإن الرقمین یرمزان إلی الوفرة و الکمال و النضج. فإن "التشهارباغ" الإیراني [الأشجار المغروسة في أربعة طوابیر متوازیة] یمثل مرآة تعکس کمال جنة الفردوس، و لیلة "تشلَّه" [لیلة الأربعینیة الشتویة و هي أطول لیلة في السنة] و "چلّه نشیني" [اعتکاف صوفي لأربعین یوما] إلخ ... کلها من العناصر المعروفة لهذه الثقافة. و انطلاقا من ذلک، عندما قررت أن أصمم شعار الذکری الأربعینیة لمرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری، اعتمدت  رقم 40 أربع مرات کرمز لأربعة عقود من نشاط و عمل هذا المرکز. علما بأن حاصل ضرب 40 في 4 یساوي (160). و هذا الرقم في حساب الأبجد یعادل اسم إیران + مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری (دبا).

و بیّن المتحدث أن : هذا الشعار بشکله المتکرر یرمز إلی استمرار الجهود المعرفیة التي یبذلها زملاء مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری لحمایة الثقافة الإیرانیة. کما أنني اعتمدت في هذا التصمیم اللون الأزرق الفیروزي الذي یرمز إلی الطالع المیمون و اللون الذهبي الذي یرمز إلی الغصن الذهبي للثقافة الإیرانیة.

و في ختام هذا الحفل، أزیح الستار عن المجلد الخامس و العشرین لدائرة المعارف الإسلامیة الکبری و کذلک عن شعار الذکری الأربعینیة لتأسیس المرکز.

التقریر التصویري الأول

التقریر التصویري الثاني