الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الموسیقی / ابراهیم الموصلي /

فهرس الموضوعات

ابراهیم الموصلي


تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/11 ۱۴:۰۵:۱۹ تاریخ تألیف المقالة

إبراهیمُ المَوصِليّ، أبوإسحاق، إبراهیم بن ماهان بن بَهمَن بن نُسک، الملقّب بالندیم. موسیقي وعازف وشاعر کبیر في أوائل العصر العباسي. وردت عن حیاة هذه الشخصیة الشهیرظ ونشاطاته الفنیة معلومات تاریخیة وروایات أسطوریة وافرة متوزّعة في مختلف المصادر. ومع‌ذلک فإن المصدر الأساسي للتحقیق في أحواله وآثاره هو کتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني. وقدتمّ البحث هنا في حوالي 35 مصدراً أوبلها دیوان أبي العتاهیة (تـ 210/ 825) وآخرها شذرات الذهب لإبن العماد (تـ 1089/1678) وبغض النظر عما تقدّم علی أبي الفرج، لقد نقل اغلب المصادر حرفیاً عن أبي الفرج أو بیسیر من التغییر، ولذا کان لابدّ من تدوین هذه المقالظ بالإعتماد علی هذا الکتاب.

حیاته

ولد إراهیم في الکوفة عام 125/743. وقد اتّفقت جمیع المصادر التي أشارت إلی سنة ولادته علی هذا التاریخ (أبوالفرج، 5/155؛ ابن الندیم، 157؛ الخطیب، 6/175؛ السمعاني، 12/482، وغیرهم)، ماعدا ابن کثیر (9/201) الذي ذکر أن ولادته کانت في 115/733. ووالده ماهان و هو من الأشراف الإیرانیین (أبوالفرج، 5/154؛ ابن خلّکان، 1/42؛ الیافعي، 1/420؛ ریبرا، 48)، وکان یعیش في أرّجان بفارس، فهاجر إلی الکوفة هرباً من ظلم عمال بني أمیة الذین کانوا یطالبونه بخراج کبیر (ابن الندیم، ن. ص). وفي هذه المدینة تزوج من بنت أحد الدهاقین الذین هربوا مثله إلی الکوفة من جور بنط أمیة. (أبوالفرج، ن.ص)؛ وإن کان یبدو من بعض الروایات أن هذا الزواج کان قبل هجرته إلی الکوفة، ویحتمل أنه تمّ في أرّجان، فقد ذکر أن أم إبراهیم کانت حاملاً أثناء الخروج من أرّجان ودخول الکوفة (الخطیب، السمعاني، ن. ص). وکان إبراهیم ثمرة هذا الزواج، ویمکن تقسیم حیاته بصورة عامة إلی فترتین: الفترة الأولي، أسفاره البعیدة والطویلة وتعلّمه الموسیقی عند مختلف الأساتذة في مدن عدیدة قضاها ببساطة واستمرت حتی أواسط حیاته. أما الفترة الثانیة فکانت کلها في بغداد وقضاها في بلاط الخلفاء العباسیین الفخم. وأغلب الروایات الواردة في الأغاني وسائر المصادر تتعلّق خاصة بهذه الفترة من حیاته. وکان في الثانیة أو الثالثظ من عمره لمّا توفيّ والده في الکوفة إثر اصابته بالطاعون (أبوالفرج، 5/154-155). فکفّلته أسرة خزیمة بن خازم وکانت من بني تیمیم مع أخوین له من غیر أمه (ن.ص؛ ابن خلّکان، 1/43؛ النویري، 4/328). فنشأ مع أبناء خزیمة بن خازم، وذهب إلی الکتاب، ولذلک اعتبر من موالي بني تمیم (أبوالفرج، ابن کثیر، ن. ص). والمعروف أنه استبدل اسم أبیه ماهان بمیمون بسبب لوم العرب له أو رغبة منه أو بإشارة من الآخرین (أبوالفرج، 5/154؛ ابن الندیم، ن.ص). ولهذا ورد اسم أبیه في بعض المصادر میموناً (المسعودي، 8/98؛ الخزیب، 6/176؛ ابن خلّکان، 1/42؛ ابن تغري بردي، 2/280) وقیل في موضع واحد إنه ماهان بن میمون أیضاً (النویري، ن.ص). وروي أنه لم یکن یبدي میلاً في شبابه إلی تلقّي العلم (أبوالفرج، 5/157)؛ ویبدو أنه في هذه الفترة ظهرت رغبته في الموسیقی (م.ن، 5/156). وذکر أن سبب علاقته بالموسیقی مجالسته لفتیان الکوفة (ن. ص؛ الخطیب، 6/175؛ النویري، ن. ص؛ الذهبي، 9/80؛ ابن کثیرف 9/200). وقدوردت روایة أسطوریة حول ذلک وهي أنه في سفره إلی الموصل صحب جماعة «کانوا یصیبون الطریق و یصیبه معهم و یجمعون مایفیدونه فیقصفون ویشربون ویغنون، فتعلق بالغناء» (أبوالفرج، ریبرا، ن. ص). غیر أن أقرباءه کانوا یجدون أن الموسیقی والغناء لایلیقان به فضیّقوا علیه، وأخیراً لم یتحمّل لومهم فهرب منهم إلی الموصل تارکاً مسقط رأسه الکوفة (أبوالفرج، 5/156-157؛ الخطیب، النویري، الذهبي، ن. ص). ونحن نعلم أن الموصل في ذلک العصر کانت طریقاً رئیساً یربط بین مختلف المناطق، وأنها مرکز التقاء الثقافات المتنوّعة، ویبدو أن هدفه من التوجّه إلی الموصل هو تعلّم فن الموسیقی الذي یمیل إلیه (أبوالفرج، ن.ص)، وإن کان ابنه إسحاق روی أن توجّه أبیه إلی الموصل کان لطلب الرزق (الخطیب، 6/175-176). وقد فضی الفترة القصیرة التي أقامها في الموصل وذکر أنها بین أربعة أشهر وسنة (أبوالفرج، 5/156؛ الخطیب، 6/176؛ النویري، ن.ص) في تعلم الموسیقی (أبوالفرج، 5/157). ولایستبعد تعرّفه علی موسیقی البلاد الأخری بالإضافة إلی الموسیقی العربیة نظراً إلی الأوضاع الاجتماعیة الثقافیة التي کانت في الموصل آنذاک (ظ: خانلري، 4-5). وبعد ذقامته القصیرة هذه عاد إلی الکوفة (أبوالفرج، 5/156؛ ابن الأثیر، 6/411؛ السمعاني، النویري، ابن کثیر، ن. ص). وهناک روایتان ذکر فیهما أنه توجّه من الموصل إلی الري (أبوالفرج، 5/157) أو إلی بغداد (الخطیب، ن.ص). وقیل عن ذلک إنه ربما کان المراد بهما سفره فیما بعد إلی هاتین المدینتین، والمعروف أنه کان یخاطَب بعد عودته إلی الکوفة بالموصلي (أبوالفرج، 5/156؛ الخطیب، 6/175؛ السمعاني، ابن الأثیر، ابن خلّکان، النویري، ابن کثیر، ن.ص). واشتهر بعد ذلک بالموصليف ومع ذلک فقد وردت روایات أخری حول انتسابه إلی الموصل، لکن من المسلّم به أن إقامته في هذه المدینة کانت سبباً في نسبته إلیها. ومنذ ذل الوقت عرف مع عائلته بالموصلي، حیث نری أن ابنه إسحاق (ن. ع) أیضاً وهو من مشاهیر الموسیقیین فيالعصر العباسي یعرف بالموصلي، وقد أدّت علاقة إبراهیم بالموسیقی إلی شدّ عصا الترحال أیضاً، ویبدو أنه ترک مسقط رأسه في هذه المرة نهائیاً، فسافر مرة إلی الري وعاش فیها طویلاً بادر خلال ذلک إلی تعلّم الموسیقی الإیرانیة و العربیة (أبوالفرج، 5/157-158؛ النویري، ن. ص). وتزوّج في هذه المدینة من امرأتین إیرانیتین باسم دوشار و شاهَک (أبوالفرج، ن. ص)، ویبدو أن دوشار التي کان أشد حباً لها تضرب علی الدفّ، وقدرآها إبراهیم في الري أثناء ضربها و غنائها فعشقها (م. ن، 5/271؛ خانلری، 6-7) والشعر الذي نظمه إبراهیم فیها معروف جداً (ظ: أبوالفرج، 5/158). وذکر یوهان فوک (EI2) أن دوشار (دوشیر) کانت أم إبراهیم، وهو مالم یؤیّده أي من المصادر، وشاهک زوجةإبراهیم الثانیة هي أم إسحاق (أبوالفرج، 5/158، 271). وقد روي عن إبراهیم الثانیة هي أم إسحاق (أبوالفرج، 5/158، 271). وقد روي عن إبراهیم أنه کان في هذه المدة یخالط أهل الري، ویعیش حیاتهم، وینفق من مال کان معه حینما جاء إلی الموصل (م. ن، 5/158؛ النویري، ن. ص). ویبدو أنه اکتسب مهارة في الغناء خلال المدة التي قضاها في الري، فقد روي أن أحد خدّام المنصور شغف بغنائه ووصله (ن. ص). فکانت هذ هالصلة أول ما اکتسبه بالموسیقی والغناء (ن. ص). وقد ساعدته علی إتمام فنّه فشدّ رحال السفر من جدید و توجّه إلی الأُبلّة لملاقاة الموسیقي الزرادشتي جُوانویه سمع به في الري (أبوالفرج، ن. ص؛ النویري، 4/328-329؛ قا: فارمر، 116). ولاتتیسّر معلومات عن حیاة جوانویه وفنّه، وکان ولاشک إیرانیاً. وکل مانعرفه عنه أنه کان زرادشتیاً وموسیقیاً بارعاً یعلم في الأُبلة عدداً من الإیرانیین الموسیقی والغناء (أبوالفرج، 5/158-159؛ النویري، ن. ص). فبقی إبراهیم فترة عنده تعلّم فیها الموسیقی (أبوالفرج، ن. ص؛ النویري، 4/329). ویبدو أنه خلال هذه المدة بلغ شهرة کبیرة في الموسیقی والغناء. فقد لفت نظر محمدبن سلیمان بن علي والي البصرة أو أخیه علي بن سلیمان (بواسطة جوانویه کما یظهر)، ولزمه مدة، وبقي عنده أثیراً مکرّماً (أبوالفرج، 5/159-160؛ النویري، ن. ص). علی کل حال فقد روي عنه أنه کان لایمیل إلی التکسّب بالموسیقی والغناء ویفضل العودة إلی مدینته الکوفة (أبوالفرج، 5/159؛ النویري، ن. ص). وبعد فترة سمع الخلیف العباسي المهدي بشهرته فاستدعاه إلی بغداد عاصمة بني العباس (ن. ص). وکان توجّه إلی بغداد ودخوله إلی بلاط المهدي بدایة عهد ثروته و عزّته التي استمرت حتی آخر حیاته، وقد لازم خلال هذه الفرتة في بغداد ثلاثة من خلفاء بني العباس حقّق فیها نجاحاً کبیراً، وإن کان المهدي یعاقبه أحیاناً بضربه بالسوط وحبسه لشربه الخمر (أبو الفرج، 6/160-161).
لاتتیّسر معلومات دقیقة عن تاریخ دخول إبراهیم إلی بغداد، ولکن یمکن تحدیده إلی حدّ ما بإلاعتماد علی بعض القرائن، فنحن نعلم أن دخول إبراهیم إلی بغداد کان في عهد خلافة المهدي العباسي، وبالنظر إلی أن بدایة خلافة المهدي کانت في (158/775)، فمن المؤکد أنّ دخول إبراهیم إلی العاصمة کان بعد هذا التاریخ أي بعد بلوغه الـ 33 من عمره. ومن ناحیة أخری فقد ذکر ابن الأثیر أن المهدي ولّی محمدبن سلیمان بن علي المذکور أنفاً علی البصرة وبعض المناطق الأخری في 160/777، وعزله من هذا المنصب في 164/781 أیضاً (6/49، 63). وبناء علی هذا لاشک أن إقامة إبراهیم في بلاطه وترکه إلی بغداد کانت في هذه الفترة أي حینما کانت سن إبراهیم بین 35 إلی 39 عاماً. وبعبارة أخری فإن الفترة الأولی من حیاة إبراهیم والتي قضاها علی الأکثر في الترحال و تعلّم الموسیقی کانت حتی الثلاثین ونیف من حیاته أي استمرت حتی دخوله إلی بغداد (سلطاني، 40، الهامش).
وکان في بغداد یغنّي للمهدي الذي کان مغرماً بالموسیقی (أبوالفرج، 5/160؛ ابن خلّکان، 1/42؛ الصفدي، 6/99؛ الیافعي، ن. ص؛ العامري، 175؛ ابن العماد، 1/319؛ فارمر، 93). وکانثالث موسیقار دخل بلاط المهدي بعد فُلَیح بن أبي العوراء وسیّاط (أبوالفرج، النویري، ن. ص). وکان سیّاط أستاذاً له (أبوالفرج، 6/152؛ فارمر، 116؛ دانش‌پژوه، 9). وقد بالغ في الثناء علیه بعد موته في احدی المناسبات (أبوالفرج، 6/153؛ قا: فارمر، 113) . وکان إبراهیم یحظی في بلاط المهدي بالتکریم والتقدیم (أبوالفرج، 5/159؛ النویری، ن. ص). وکان علی علاقة وثیقة بابنیه موسی و هارون و یشارک في مجالس غنائهما. أما المهدي فکان رغم شغفه بالموسیقی والغناء وصوته الجمیل أیضاً (فارمر، 93)، لایری من اللائق أن یجلس ولداه مع المغنین، ولمّا کان إبراهیم یفرط في الشراب ولم یکن المهدي کما یظهر من أهل الشرب فقد منعه من مجالسة ولدیه، وحینما لم یأبه إبراهیم لأمره أمر أن یضرب بالسوط و یسجن. ولاشک أن المهدي قد أطلق سراحه بعد فترة، ولکنه أحلفه ألا یعاشر موسی و هارون (أبوالفرج، 5/160-162؛ النویري، 4/330-331). والجدی بالذکر أن ابن جامع و هو موسیقي کبیر آخر في عهد المهدي کانمشارکاً لإبراهیم فیما جری و تعرّض مثله لغضب المهدي، ولکن الخلیفة تجاوز عن عقابه لأنه قرشي واکتفی بنفیه عن بغداد (أبوالفرج، 6/303؛ قا: فارمر، 115). وقد نال إبراهیم مالاً وضیاعاً وافرة في عهد خلافة موسی الهادي بن المهدي (169-170/785-786) القصیرة. فأکرمه غایة الإکرام و موّله تعویضاً له عمّا لقیه من جفاء في عهد والده (أبوالفرج، 5/163؛ النویري، 4/331). وکان مع ابن الجامع وحکم الوادي ثلاثة موسیقیین یبرّهم الهادي (فارمر، 93). ووصل إبراهیم في عهد هارون الرشید (170-193/786-809) إلی أوج الشهرة والنجاح. وروي الکثیر عن العلاقة بینهما حیث نشاهد مایزید عن مأتین روایة قصیرة وطویلة أوردها الأغاني في ترجمة إبراهیم یتعلّق ثلثها بحیاته في هذه الفترة، ویقال إن إبراهیم کان أول مغن دخل علی هارون وغنّاه بعد تولّیه الخلافة (أبوالفرج 5/203-204). وأول شاعر أنشد مدیحاً ونال علیه صلة بعد وصول هارون إلی الخلافة (م. ن، 5/242). وکان فيهذه الفترة التي تصادف آخر عقدین من حیاته یعتبر من الفنانی الأوائل في بلاط هارون (الجاحظ، 37-38؛ ابن عبدربه، 6/31؛ الأبشیهي، 1/170). ویمکن أن نذکر من هؤلاء الفنّانین یحیی المکي أستاذ الموسیقی العربیة القدیمة وقد أخذ إبراهیم عنه سنن الموسیقی الحجازیة (أبوالفرج، 6/175؛ فارمر، 113). وکان إبراهیم موسیقط هارون المحبوب و لذلک کان یصحبه في السفر و الحضر، فنال لقب الندیم (فارمر، 116). وکانت علاقة هارون به وبفنّه تقضي أن یکون دائماً علی أهبة الحضور إلیه وعرض فنّه، وإن کانت هذه العلاقة لاتحول دن غضب هارون علیه کوالده وحبسه لأسباب مختلفة (أبوالفرج، 5/166، 220). وقدحدث في احدی هذهالحالات أن نظم الشاعر المعروف أبوالعتاهیة أبیاتاً في مدحه ذکر فیها أن حبس إبراهیم حبس للهو والسور وفقدانه مُرّ (ص 220؛ الخطیب، 6/177؛ ابن خلّکان، 1/43). وقد اکتسب إبراهیم نتیجة علاقة الخلفاء به ولا سیّما هارون ثروة طائلة بالإضافة إلی منزلة رفیعة (الذهبي، ابن کثیرف ن. ص؛ ابن تغري بردي، 2/126؛ فارمر، 117). فروی ابنه إسحاق أن أمواله تصل إلی 24 ملیون درهم بالإضافة إلی أرزاقه الجاریة وهو 10 آلاف درهم و غلّات ضیاعه والصلات الکثیرة التي کان ینالها من الأعیان (أبو الفرج، 5/163؛ ابن کثیر، 9/200-201؛ ابن تغري بردي، فارمر، ن. ص) ویقال إنه کان یملک في بغداد داراض مزیّنة بأفرشة خز لایوجد أوسع منها ولاأشرف (ابن عبدربه، 6/32؛ فارمر، ن.ص). وقد حظي إبراهیم في بلاط هارون بمنزلة ووجاهة حتی آخر حیاته، ویقال أنه حینما أقعده المرض عن الذهاب إلی البلاط في أواخر عمره وأصبح قعید داره، عاده هارون شخصیاً (أبوالفرج، 5/253؛ النویري، 4/341؛ فارمر، ن. ص). وکان یربط إبراهیم خلال مدة وجوده في بلاط الخلافة ببغداد صلات وثیقة وصدقة بالبرامکة، ولاتظهر هذه الصداقة من الروایات العدیدة التي ذکرها أبوالفرج حول ذلک فقط، بل من الشعر الذي نظمه إبراهیم في مدح هارون بعد تولّیهالخلافة. فقدأثنی في هذا الشعر علی هارون بعد أن مدحه لاختیاره یحیی البمکي للوزارة (أبوالفرج، 5/242؛ الطبري، 8/233؛ المسعودي، 6/288-289؛ ابن الأثیر، 6/108).
ورغم أن إبراهیم قضی العقود الثلاثة الأخیرة من عمره في بغداد ملازماً للخلفاء العباسیین ولاسیّما هارون، ولکن یبدو من بعض الروایات أنه قام خلالهذه السنوات برحلات إلی مناطق أخری وخاصة إیران و الحجاز، فقد ورد في الأغاني (5/188-189) مثلاً، أنه سافر إلی الري وصادف فیها جاریة ممّن تعلمن علیه قدیماً. ویستبعد أن یکون هذا الخبر متعلّقاً بالفترة الأولی من حیاته أیي حینما کان یسعی إلی تعلم الموسیقی في مختلف البلاد، ومنها الري، ذلک أنه لم یکن في رحلته الأولی إلی الري أکثرمن تلمیذ. أما في رحلتیه الأخریین، الأولی إلی طوس (أبوالفرج، 5/168-169) والثانیة إلی الشام (م. ن، 5/203) نراه مرافقاً ومصاحبا لهارون. وهناک روایتان أخریان تشیران إلی إقامته في مکة (م. ن، 5/222-223) والمدینة (م. ن، 5/251).
ویری ریبرا (ص 98) أن الروایة الأخیرة وروایة أخری في الدغاني (5/202) تدلان علی سعي إبراهیم إلی جمع أغاني العرب العامیة وتعلم الموسیقی الحجازیة القدیمة. کما لدینا روایات أخری تشیر ضمنیاً إلی وجوده في مکة في حج عام 186/802 أي قبل سنتین من وفاته، فقد نال هارون في هذه الرحلة البیعة من جدید لدولاده الثلاثة الأمین ثم المأمون ثم القاسم. وأمر بتعلیق البیعة في الکعبة، ویبدو أن إبراهیم الذي کان في رکاب هارون أثناء هذه الرحلة نظم شعراً في مدح هذه البیعة (الطبري، 8/286؛ الأزديف 13/302؛ المقدسي، 6/106؛ العیون والحدائق، 3/304-305؛ ابن تغري بردي، 2/119).
توفيّ إبراهیم في بغداد عام 188/804 وعمره 63 عاماً (أبوالفرج، 5/155؛ ابن الندیم، 157؛ الخطیب، 6/177؛ ابن خلّکان، ن. ص؛ النویري، 4/328، 341؛ مصادر عدیدة أخری). وقیل إن سبب موته إصابته بالقولنج (أبوالفرج، 5/253؛ ابن خلّکان، ن. ص؛ الصفدي، 6/100؛ الیافعي، 1/421). وذکرت بعض المصادر إضافة إلی التاریخ المذکور أنه ربّما توفيّ عام 213/828 (الخطیب، 6/177-178؛ ابن خلّکان، الصفدي، الیافعي، ن. ص) . ولکن الجمیع یرجّحون التاریخ الأول. ولیس من دلیل تاریخي یشیر إلی أنه أدرک فترة مابعد هارون (تـ 193هـ). وورد في بعض المصادر أن وفاته کانت في نفس الیوم الذي توفيّ فیه الکسائي النحوي (أبوالفرج، 5/254؛ ابن عبدربه، 5/377؛ ابن تغري بردي، 2/128) والعباس بن الأحنف (ن. ص؛ السَّراج القارئ، 1/231؛ النویری، 4/341) وأبوالعتاهیة (السرّاج القارئ، ابن خلّکان، ن. ص؛ ابن کثیر، 9/201). وأبوعمرو الشیباني (ابن خلّکان، ابن کثیر، ن. ص). وأمر هارون المأمون أن یصلي علیهم (أبوافرج، 5/254؛ ابن عبدربه، 5/377-378؛ السرَّاج القارئ، ابن تغري بردي، ن. ص؛ قا: فارمر، ن. ص). ولکن بالنظر إلی ماورد في المصادر عن وفاة الشخصیات الأربع المذکورة (الکسائي، 189/805؛ العباس بن الأحنف، 192/808؛ أبوالعتاهیة، 211/826؛ أبوعمرو الشیباني، ح 206/821) فلابدّ من الشک في هذه الروایة رغم ورودها في عدد من المصادر، وقد شک بها لهذا السبب أیضاً کل من ابن خلّکان (3/25) وابن تغري بردي (2/128-129).

خصائصه الفنیة  میزاته الأخلاقیة

کان إبراهیم یعیش في عصر یعتبر العصر الذهبي للحضارة العباسیة (فارمر، 91). في عهد کانت بغداد فیه مرکزاً اللعلم والفن في الشرق بالإضافة إلی ماکانت تتمتع به من عظمة وثروة هائلة وکانت الموسیقی العربیة في أوج ازدهارها. وقد تعرّف إبراهیم الذي ساهم في هذا الإزدهار مساهمة کبیرة (ابن خلدون، 427؛ بروکلمان، 162) علی قواعد الموسیقی الإیرانیة والعربیة خلال أسفاره المختلفة وعند أساتذة عدیدین، ومهر في هذا الفن (الخطیب، 6/175؛ السمعاني، الذهبي، ن. ص؛ الصفدي 6/99؛ ابن تغري بردي، 2/126). ویعتبر أحد الموسیقیین الثلاثة الشهیرین الذین برعوا في جمیع الإیقاعات الموسیقیة بذلک العصر (أبوالفرج، 5/230-231). وکان مغنّیاً قدیراً، ندي الصوت کثیراً (الذهبي، ن. ص). وقیل کلّما غنی إبراهیم وضرب تلمیذه «زلزل» علی العود أطرب السامعین (أبوالفرج، 5/201-202؛ ابن خلّکان، 1/42؛ الصفدي، ابن کثیر، ن. ص) . وکان بارعاً في العزف ماهراً بالعود (الذهبي، ن. ص؛ ابن تغري بردي، 2/260). وبناء علی روایة معروفة فقد بلغ من براعته ودقته في العزف أنه استطاع أن یمیّز وتراً غیر مستوفي أوتار عدد کبیر من العازفین کانوا یضربون لحناً واحداً (أبوالفرج، 5/243؛ قا: ریبرا، 49؛ فارمر، 117). واعتبر وحید زمانه في اختراع الألحان (ابن خلّکان، ن. ص؛ الیافعي، 1/420). وروی ابنه إسحاق أنه صنع خلال حیاته الفنیة 900 لحن، منها 300 لانظیر لها (أبوالفرج، 5/187؛ ریبرا، 50). وفي روایة أخری لإسحاق أن لأبیه 600 صوت منها 200 تشبّه فیها بالقدیم وأتی بها في غایة الجودة والطرب (أبوالفرج، 21/56). ویقول إبراهیم نفسه کیف یصنع إذا أراد أن یصوغ الألحان «أخرج الهم من فکري وأمثل الطرب بین عیني فتسوغ لي مسالک الألحان التي أرید فأسلکها بدلیل الإیقاع، فأرجع مصیباً ظافراً بما أرید (م. ن، 5/230؛ ریبرا، 49). ومن الإیقاعات التي ابتکرها إبراهیم في الموسیقی العربیة إیقاع «الماخوري» أو «خفیف الثقیل الثاني» وهو من نوع الموسیقی المطربة. ویتکوّن من 6 نفرات، اثنتان خفیفتان ثم واحدة ثقلیة ثم سیکون ثم اثنتان خفیفتا وواحدة ثقیلة (ظ: الفارابي، 1042-1043؛ الخوارزمي، 246). ویقول المسعودي (8/98) في سبب تسمیته إن إبراهیم کان کثیر الغناء بها الإیقاع في المواخر فسمّي بالماخوري، ومع ذلک فإن الشبه اللفظي والمعنوي بین اصطلاحي «الماخور» و«الماهور» یدعو إلی التأمل ومزید من البحث والتحقیق. وادعی إبراهیم في روایة شهیرة أن ابلیس علّمه الماخوري (أبوالفرج، 5/231-236؛ قا: المقّري، 4/122-123)، والاتصال بابلیس نقطة مهمة. ولیس بعیداً أن یتعلّق مثل هذا الادعاء بایحاءات و تجارب الفنانین الروحیة، ذلک أن ابراهیم لیس الوحید الذي ادعی ملاقاته إبلیس أو الجن، فقد ادعی ذلک عدد من الموسیقیین الآخرین کتلمیذه زریاب (ن. ما) ابرز الموسیقیین في الأندلس، وابنه اسحق وابراهیم بن المهدي وحتی بعض الموسیقیین المعاصرین في أوروبا و بصورة عامة ادعی مثل هذا اغلب الفنانین الکبار (ظ: المقّري، ن. ص؛ باربیه دومنار، 307؛ ریبرا، 103؛ شیلُوا، 195، الهاهمش)، ویقول حسن الکاتب (ص 128-139) کان البعض یبحثون أحیاناً عن منشأ الموسیقی في إبلیس، ورغم أن أبا الفرج الذي روی حکایة لقاء إبراهیم إبلیس و قال باحتمال اختلاقها و حکایتها عنه فإنه لم یردّ إمکان أخذها من روایة أخری تتعلّق بما رآه إبراهیم في المنام (ظ: أبوالفرج، 5/231-237).
والمعروف أن هارون الرشید أمر إبراهیم أن یختار له بمساعدة ابن جامع و فُلَیح ابن أبي العوراء مائة صوت من أجمل أصوات ذلک العصر (م. ن، 1/7-9؛ قا: ریبرا، 94؛ فارمر، 22، أیضاً 119). وقد اعتمد أبوالفرج في کتابه الأغاني علی المجموعة التي اختارها هؤلاء الثلاثة، فنقل فیه هذه الأصوات مع جمیع المعلومات عن الإیقاع والاصبع الخاص بکل صوت وکذلک ترجمة ناظمي هذه الأشعار وصانعي الألحان في کتابه (ظ: بالشر، 1/211 وما بعدها).
وکان إبراهیم أول موسیقي علّم الجواري البیض العزف والغناء (أبوالفرج، 5/170؛ قا: فارمر، 102). وکان یهدف بهذا العمل بالإضافة إلی الملاحظات الفنیة والفوائد المادیة أن یزید بالعزف والغناء من قیمة الجواري البیض و منزلتهن مع ما کان لهن من قدر ومکانة (ریبرا، 46) والحقیقة أنه کان من المصادر المهمّة لکسب إبراهیم تربیة وبیع الجواري البیض اللاتي کان هو و یزید الحوراء یعلّما هن العزف والغناء وکانا یعتبران موسیقیین بارزین في بلاط المهدي وهارون (أبوالفرج، 3/251، 5/163؛ ریبرا، ن. ص).
ویعتبر إبراهیم في تاریخ موسیقی الشرق الإسلامي ممثّلاً لتقالید الموسیقی العربیة القدیمة. ومما یجدر النظر فیه أنه و ابنه اسحاق الذي أصبح فیما بعد أشهر ممثّلي هذه السنة القدیمة وأکبر أساتذة الموسیقی في عصره، بل و في التاریخ الاسلامي کله (ظ: فارمر، 126-124)، کانا من أصل إیراني یبرعان بالموسیقی الإیرانیة، لکنهما علی کل حال کانا ملتزمین بأسلوب الموسیقی الحجازیة التي کانت مهد فن العرب لشغفهما بالموسیقی العربیة القدیمة (فارمر،91)، ولایجیزان تخطّیها. و کان إبراهیم یری الموسیقی القدیمة کالوشي العتیق الذي یعرف فضله ویتبیّن حسنه بتکرار النظر فیه والتأمل له فکلّما ازداد التأمل له ظهرت محاسنه، والموسیقی المحدثة کالوشي الحدیث الذي یروق منظره و کلّما ازداد التأمل فیه بدت معایبه و نقصت بهجته (الکاتب، 30). وقد سبق إسحاق أباه في هذا الشأن، فبلغ شغفه بالموسیقی العربیة القدیمة حدّاً أنکر معه کل تغییر في الموسیقی القدمیة واعتبر الإقدام علیه عیباً (أبو الفرج، 10/69؛ قا: باربیه دومنار، 328-327؛ فارمر، 148). والعجیب أن منافسه ابن جامع (ن. ع) وهو من الأشراف القرشیین کان یدعو إلی التغییر والتجدید في الموسیقی العربیة، وکان مع مناصریه مُخارق وعَقید وغیرهما یقفون فيالجهة المخالفة مقابل المدافعین عن القدیم من أتباع إبراهیم (قا: فارمر، 146؛ دانش‌پژوه، 9). ورغم أن سبب هذا التنافس یعود إلی عوامل شخصیة ومهنیة بالإضافه إلی دوافع فنیة، فإنها تنبع کما یقول فارمر (ن. ص) من الحسد للمنزلة العالیة التي تحتلها أسرة الموصلي في بلاط الخلفاء، فلابد من اعتبار زعیمي هاتین الفئتین المتنافستین رائدي مدرستین مختلفتین عرفتا فیما بعد بالمدرسة العربیة القدیمة (الکلاسیکیة). بزعامة إسحاق الموصلي، والمدرسة الإبداعیة الذیرانیة (الرومانتیکیة) بزعامة إبراهیم بن المهدي (ن. ع) (ظ: أبو الفرج، 10/69-70؛ قا: باربیه دومنار، 329-327؛ ریبرا، 66-69؛ فارمر، 148-146؛ دانش پژوه، ن. ص). ویبدو أن علاقة إبراهیم بالموسقی العربیة القدیمة کغیرها من خصائصه لها صلة بطبعه و خصاله، فکان أعجیماً، جذبته الثقافة العربیة في مسقط رأسه الکوفة. ورغم أن أباه وأمه إیرانیان فقد نشأ في أسرة عربیة وتعلم لغة وآداب العرب وسننهم، وقضی طفولته و صباه بعیداً عن أرض آبائه. ویبدو أنه لم یتصل مباشرة بثقافة أجداده وآدابهم و رسومهم إلا حین سفره إلی الري وإقامته الطویلظة تقریباً فیها و الذي کما یظهر أول اتصال مباشر له بإیران وثقافتها. وفي بعض الأسفار الأخری أیضاً التي أشیر إلی أکثرها سابقاً، ولم یکن له مجال آ[ر لیتعرف بصورة مباشرة علی حضارة قومه. ولاتتیسر معلومات فیما ورد عن فترة طفولته وصباه تدل علی معرفته للّغة الفارسیة وآدابها أو میله إلی تعلمها. ولذلک لیس جلیا فیما إذاکان یعرف اللغة الفارسیة ویستطیع التکلم بها أولاً، وإن کان یظهر من الصورة التي رسمها لنفسه وهو في الري أنه لم یکن یجد أي مشکلة من معاشرته للإیرانیین (أبوالفرج، 5/158). ثم إن زواجه من دُوشار و شاهک الرازي یثبت هذا الرأي، وعلی کل حال و إن کانت صلته بالثقافة والأدب الإیراني لم تنقطع غیر أنه لایتیسر ما یدل علی أنسه وألفته لثقافة أرض أجداده هذه، ویبدو أن وفاة والده السریع وأنسه بالتالي بالعرب ترک تأثیراً حاسماً في شخصیته، وأدی توفّر إمکانیة تأثیر العوامل القومیة والثقافیة العربیة علی شخصیته إلی ابتعاده التدریجي عن الثقافة والعادات الإیرانیة. ولذلک لیس عجیباً ألا یشاهد أثر للروح الوطنیة عنده. کما کان لایجد حرجاً من إنکار نسبته و تسمیة نفسه بالموصلي (م. ن، 5/159؛ خانلري، 6). وأن یبدّل اسم أبیه الإیراني کما ذکرما باسم عربي، وکان هذا السلوک یتلاءم ولاشک مع الظروف الاجتماعیة والثقافیة لذلک العصر، حیث کان حکم العرب یواجه عداوة الشعوبیین المتنامیة. ولکن التزامه بالثقافة والموسیقی العربیة القدیمة والتحمّس الشدید للأسالیب الحجازیة القدیمة مقابل أسالیب موسیقی المناطق الأخری ولاسیّما إیران، تتجاوز ولاشک حدود الاحتیاط وبعد النظر من شخص إیراني الأصل. وهي ظاهرة تدل علی أصالة روحیة وعلاقة قلبیة. ویمکن اعتبارها نوعاً من الدفاع عن التراث الثقافي في مجتمع یری إبراهیم نفسه جزءاً منه علی الأقل من حیث نشوئه. ولایمکن إنکار تأثیر شخصیة إبراهیم و طباعه و خصاله أیضاً في هذا الوضع، فهو فنان یؤثر الراحة والإستفادة من نعم الحیاة علی الصراع والنزاع الإجتماعي. فکان یبتعد عن السیاسة، ویطلّب المعاشرة واللذة. وصفحات الأغاني طافحة بذکر مجالس لهوه و تمتعه مع أصدقائه في بلاط الخلفاء وکان لایفرّق بین الفن و جمع الثروة، وقد نال بفضل فنه و قریحته ثروة أسطوریة. وکان ذا ذکاء مفرط فسعی إلی جانب بذله و عطائه الوافر (أبوالفرج، 5/169) إلی الإستفادة من جهل بعض العرب الأغنیاء و بساطتهم لنفسه و فنّه (م. ن، 190-191). ولم یکن أهل دین وزهد ولایهتم بالحلال و الحرام، وقد نظم دِعبل (148-246/765-860) بعد وفاته أبیاناً في رثائه یمکن أن تکشف عن شخصیته وفنّه أکثر من أي وصف آخر: فنحن نری في هذا الرثاء کیف تبکیه المثالث والمثاني و القیان و الدنان والرخ والفرزان و الشاه (ظ: راغب، 2/314؛ دعبل، 262-263). ویمکن القول إن الذي أشارت إلیه هذه الصور أي العزف والغناء وشرب الخمر واللذة و بعبارة أخری الموسیقی والتمتّع کانت الأرکان الأصلیة لحیاة إبراهیم وفنّه.
وقد أخذ عنه تلامذة کبار منهم: أبوجعفر محمد بن حمزة وأبوصَدَقة و ابنه إسحاق و بَرصَوما و زَلزَل شقیق زوجته و سُلَیم بن سَلّام وعَلُّوَیه و مُخارِق و مُعَلَّی بن طَریف وکثیر من الجواري المغنیّات اللاتي یمکن أن نذکر منهن بَذل و دنانیر و مُتَیَّم (ظ: أبوالفرج 5/227، 6/164، 239-240، 7/293، 11/333، 15/356، 17/75، 18/65؛ قا: ریبرا، 50؛ فارمر، 117).
وکان إبراهیم صاحب قریحة شعریة. وقد أشارت الی ذلک أکثر المصادر (أبوالفرج، 5/169-170؛ الخطیب، السمعاني، الذهبي، الصفدي، ن. ص؛ ابن کثیر، 9/200؛ ابن تغري بردي، 2/126). وروی أبوالفرج وحده 130 بیتاً من شعره في المجلدین 5 و 16 من الأغاني. وهذه الأشعار مکوّنة من مقطوعات تشتمل علی البیتین إلی الستة أبیات و تحوي عادة مضامین بسیطة وأوزان إیقاعیة، یمکن أننعتبرها من الأشعار الغنائیة البسیطة التي یطرقها الشعراء المحدثون، وکان یغني هذه الأشعار عادة، واعتر العامري (ص 175) إبراهیم صاحب مصنفات کثیرة في الفقه و غریب الحدیث أیضاً، ولکن لاشک في خطأ هذه الروایة إذ لم یشر إلی مصنفاته في مواضع أخری ولما نعرفه عن حیاة إبراهیم و شخصیته.
وقد وصلت شهرة إبراهیم الموصلي إلی الغرب، و یعود ذلک کما یقول فارمر (ن. ص) إلی کتاب ألف لیلة ولیلة الذي رویت فیه حکایات إبراهیم بشکل أسطوري أحیاناً.

المصادر

الأبشیهي، محمد بن أحمد، المستطرف في کل فن مستظرف، القاهرة، 1371هـ/1952م؛ ابن الأثیر، الکامل، بیروت، 1385هـ/ 1965م؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، القاهرة، 1349هـ/ 1930م؛ ابن خلدون، المقدمة، بیروت، دار احیاء التراث العربي؛ ابن خلّکان، وفیات الأعیان، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1398هـ/ 1978م؛ابن عبدربه، أحمد بن محمد، العقد الفرید، تقـ: أحمد أمین و آخرون، القاهرة، 1368هـ/1949م؛ ابن العماد، عبدالحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1350هـ/ 1931م؛ ابن کثیر، البدایة والنهایة، القاهرة، 1351-1358هـ؛ ابن الندیم الفهرست؛ أبوالعتاهیة، اسماعیل بن القاسم، دیوان، بیروت، 1384هـ/1964م؛ أبوالفرج الأصفهاني، علي بن الحسین، الأغاني، بیروت، دار إحیاء التراث العربي؛ الأزدي، یزید بن محمد، تاریخ الموصل، تقـ: علي حبیبة، القاهرة، 1387هـ/ 1967م؛ بروکلمان، کارل، تاریخ ملل و دول اسلامي، تجـ: هادي جزایري، طهران، 1346ش؛ بلاشر، ریجیس، تاریخ أدبیات عرب، تجـ: آ. آذرنوش، طهران، 1363ش؛ الجاحظ، عمرو بن بحر، کتاب التاج، تقـ: أحمد زکي باشا، القاهرة، 1322هـ/1914م؛ خانلري، پرویز، «إبراهیم ماهان و إسحاق موصلي»، مجلۀ موسیقي، الدورة الثالثة، عد 40، بهمن 1338ش؛ الخطیب البغدادي، أحمد بن علي، تاریخ بغداد، القاهرة، 1931م؛ الخوارزمي، محمد بن أحمد، مفاتیح العلوم، تقـ: فان فلوتن، لیدن، 1895م؛ دانش‌پژوه، محمدتقي، مُداومت دَر أُصول موسیقي ایران، طهران، 1355 ش؛ دِعبل بن علي الخزاعي، شعر دعبل، تقـ: عبدالکریم الأشتر، دمشق، 1403هـ/1983م؛ الذهبي محمد بن أحمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط و کامل الخرّاط، بیروت، 1404هـ/1984م؛ الراغب الأصفهاني، حسین بن محمد، محاضرات الأدباء، القاهرة، 1287هـ/ 1870م؛ السرّاج القارئ، جعفر بن أحمد، مصارع العشاق، بیروت، دار صادر؛ سلطاني، سلطان علي، «موسیقي و موسیقي شناسان إیران»، مهر، س7، عد 1، 2، مهر و آبان 1321 ش؛ السمعاني، عبدالکریم بن محمد، الانساب، تقـ: شرف‌الدین أحمد، حیدرآباد الدکن، 1401هـ/1981م؛ الصفدي، خلیل بن ایبک، الوافي بالوفیات، تقـ: س. دیدرینغ، بیروت، 1392هـ/1972م؛ الطبري، تاریخ، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة 1960-1968م؛ العامري، یحیی بن أبي بکر، غربال الزمان، تقـ: محمد ناجي زعبي العمر، دمشق، 1405هـ/1985م؛ العیون و الحدائق، تقـ: دخویه و دي یونغ، لیدن، 1865م؛ الفارابي، محمد بن محمد، کتاب الموسیقي الکبیر، تقـ: غطّاس عبدالملک خشبة، القاهرة، دار الکاتب العربي للطباعة والنشر؛ فارمر، هنري جورج، مصادر الموسیقی العربیة، تجـ: حسین نصّار، القاهرة، مکتبة مصر؛ الکاتب، حسن بن أحمد، کمال أدب الغناء، تقـ: غطّاس عبدالملک خشبة، القاهرة، 1395هـ/1975م؛ المسعودي، علي بن الحسین، مروج الذهب، تقـ: باربیه دومنار، باریس، 1871- 1874م؛ المقدسي، مطهر بن طاهر، البدء والتاریخ، تقـ: کلمان هوار، باریس، 1919م، المقري التلمساني، أحمد بن محمد، نفح الطیب، تقـ: یوسف الشیخ محمد البقاعي، بیروت، 1406هـ/1986م؛ النویري، أحمد بن عبدالوهاب، نهایة‌الأرب، القاهرة، وزارة الثقافة والإرشاد القومي؛ الیافعي، عبدالله بن أسعد، مرآة الجنان، حیدرآبادالدکن، 1334-1349هـ؛ وأیضاً:

Barbier de Meynard, M. C., “Ibrahim fils de Mehdi”, JA, volXIII, Paris, 1869, EI2. Farmer, H. G., History of Arabian Music, London, 1967; Ribera, Julian, Music in Ancient Arabia And Spain, Translated and abridged by Eleanor Hague and Marion Leffingwell, New York, 1970; Shilaoh, Amnon, tr. And noteson Katib Hasan ibn Ahmad, La Per fection des Connaissances Musicales, Paris, 1972.
مهران أرزنده
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: